الرحى
تراث

غناوة الرحى

عبد الحميد بن دلة

الرحى
الرحى

 

عيب الجمل قلت النقل .. وعيب الجواد الحرانه

وعيب الولد قلة العقل .. إيطلع جوارح السانه

عيب ..هي كلمه معروفه لنا جميعا وكثيرة الإستعمال وهي الخلق السيئ .ولاكن خرجت عن القاعده هده المره فهي الأن تعني ماينقصه أو ماينقص من قدره وقيمته ..(الجمل) وهو أشد وأقوى الأدوات التي كانت تحمل الأتقال ولاتوجد أدوات ربما سوى العربه المجروره ولدلك الجمل هو المعيار الأقوى والأخير في حمل الحمل أو النقل …(قلة )قلة الشي هو نقصه أي يكون قليلا ولاكن هنا تتجاوز الكلمه معناها إلى الفقدان قلة الشي تعني عدمه …(النقل )هي حمل الحمل من مكان لآخر في هدا المقام ولها معاني أخرى بنفس لإسم .منها ؛ الإنتفاخ حول الجرح المغلق :ووالحاجز من العذى أو العذف .عندما يزيد عن معنى العذف بالرمل والطين .يسمى نقل وغيره ..

وعندما ترتبط هده الكلمات بعضها ببعض نجد إن ربع الرباعيه خصص للجمل وماله من أهميه في حياة البدو ..ولايفوتنا إنه خصص في أهم ما ينظر للجمل من خلاله وهو النقل وذكرنا إن قلة تعني عدم نهائيا هنا ودلك لأن العيوب في الجمل كتيره منها .الشراده .والصوله .والخيساف (البرطاع )ولاكن كله مقدور عليه ويعالج إلا عديم النقل فلا فائده منه .

تم خصصت الربع التاني من الرباعيه للأول من حيث الأهميه وهو الجواد وقالت ..

عيب ..وقد أوردنا فيها ذكرا وهي كما سلف .(الجواد ) من الملاحظ هنا إنها لم تقل الحصان ولاكن قالت الجواد لتشمل الذكر والأنثى أي كل الخيل ..(لحرانه )لحرانه صفه للحران والحران هو الجواد الدي يمتنع من الجري من تلقاء نفسه ودون تلقي أوامر من الفارس .في أي وقت وأي مكان سوى دلك في مقارعه مع عقد الأصدقاء متسببا في خساره فادحه لصاحبه وهزيمه أو في مقارعة خيل الأعداء ويكون سببا في هلاك فارسه وقتله ..ومما نشير إليه هنا ونعرفه إن الحران يختلف كثيرا عن الضعيف والعاجز والنافخ ..فالضعيف حصان أصيل ولاكنه هزيل بسبب نقص في العلف لمده طالت به وهدا يعالج بربطه مدة حتى يسترجع قواه .أما العاجز فهو بكامل قواه ولاكنه ليس من الخيل الأصيله .وهوقوي محتكم الأطراف ولاكنه بطئ السرعه .ويعرف عند البدو بحصان كراطين أي العربه المجروره ..النافخ هو الحصان الأصيل القوي والدي يجور عليه صاحبه في ميادين المعارك حتى تخور قواه وتغيب أنفاسه فيترك مكانه ويركب الفارس غيره ..أما الحران فهو الدي يمثل دور النافخ وهو لم يعطي شيئا بعد وأحيانا في منتصف المشوار ..

الولد رغم إنها تسميه لكل ذكر من بني البشر ..لاكن خص با أحيانا فئه معينه فيقال (ولد) وأنت ولد (وياولد ) وهنا كلمة ولد تعني فقط وفقط المتزن العاقل والقادر من سن الشباب بين العشرين والأربعين

قلة العقل .العقل هو ماميز الله به الإنسان عن غيره من المخلوقات فإن فقده لم يبقى له شيئا .زوهنا ليس بمعنى الفقد أو الجنون وإنما بمعنى الخفه وعدم السيطره أو حتى شيئا منها ..(اتطلع) أي تظهر للعيان وتوري للنظاره كل ماخفي وما كان مجهولا …(جوارح )كلمة جوارح لها عدة معاني ولاكن عندما تقترن باللسان فتعني الألفاض لجارحه للناس والدي تخرج من لسانه ..وبما إن الولد كما وصفناه سابقا لم يكن متهو ولا متوقع منه شيئ مما يذكر من الجبن أو الخوف أو السرقه أو الكذب و غيرها .. فهؤلاء لم يكونوا أصلا بين قوسي هده الكلمة..ولكن ما خشيت عليه منه هو فقط زلة لسان يمكن أن تحسب عليه.

مقالات ذات علاقة

سبع عجاف

بدرية الأشهب

يَاقَلْب مَا قُلْت لَكْ مِنْ زَمَان

المشرف العام

خرافة «أم بسيسي».. وهكذا لن يكذب الفأر يومًا

أسماء بن سعيد

اترك تعليق