من أعمال التشكيلية عفراء الأشهب.
شعر

ارْتِبَاك

من أعمال التشكيلية عفراء الأشهب.
من أعمال التشكيلية عفراء الأشهب.

 

 

في دهشة الروحِ
قبل الماءِ والطينِ
أَطَلَّ حُبُّكَ 
في سِفْري و تَكْوِيني

وَ قبل أنْ يَعْرِفَ الشِّرْيَانُ
لَونَ دَمِي
عَرَفْتُ حُبَّكَ
نَبْضًا فِي شَرَاييني

يُعَذِّبُ الْقَلْبَ
شَوقٌ لا أمانَ لَهُ
وَأيُّ شَوقٍ
على قَلْبٍ بِمَأْمُونِ

لَكِنَّ كُلَّ عَذَابٍ
فِيكَ يَقْتُلُني
يعودُ لي
مَرَّةً أخْرَى فَيُحْيينِي

كَمْ خَطَّنِي بِحُرُوفٍ
لَا مِدَادَ لَهَا
هَلْ كانَ يُثْبِتُني
أم كَانَ يَمْحُونِي

وهَلْ سَيَجْمَعُنِي بِي
في مَدَائِنِهِ
أَمْ هَلْ يُفَرِّقُنِي
أمْ هَلْ سيَنْفِينِي

لَا عَقْلَ فِي الْحُبِّ
خَلِّ الْعَقْلَ نَاحِيةً
كَمْ أَرْبَكَ الْحُبُّ
مِكْيالَ الْمَوازِينِ

لا تُبْقِ في الحُبِّ
لا روحًا ولا بَدَنًا
لا يقبلُ الحُبُّ
أَنْصَافَ القَرَابينِ

للعشقِ جَنَّتُهُ
لَكِنَّهَا أَبَدًا
لا تفتحُ البابَ
إلّا لِلْمَجَانِينِ

لِمَنْ يُعِيرُونَ
ضَوءَ الشَّمسِ أَعْيُنَهُمْ
وَيَمْنَحُونَ رُؤَاهُمْ
لِلْبَسَاتِينِ

وَيَزْرُعُونَ سَلامًا
حَيثُمَا عَبَرُوا
تَزَاحَمَ الصَّفْحُ
فِي بَالِ الْمَلايينِ

حَتَّى يُصَافِحَ غُصْنٌ
كَفَّ قَاطِعِهِ
وَيَغْفِرَ الْجُرْحُ
عُدْوَانَ السَّكَاكينِ

ساروا على الماء
ظلّ الماءُ يحرسُهُمْ
وردّ مِنْ خلفهم
كيد الفراعين ِ

وحين مَرّوا
على النيرانِ قيل لها:
شالَ الخليلِ
عَلَى أَكْتافِهم ،كُونِي..

وَرُبمَا الْتَحَفُوا بالْجَمْرِ
واكْتَشَفُوا
سِرَّ التَّشَكُّلِ
بينَ النَّارِ والطِّينِ

كَانُوا لِمَنْ ظَمِئُوا
نَهْرَينِ مِنْ عَسَلٍ
وكان خُبْزُ رَحَاهُمْ
لِلْمَسَاكِينِ

في آخر الآكلين الزّادَ
تُبْصِرُهُمْ
لا مِثْلَ مَنْ
أكلوا الإنسانَ بالدِّينِ

من كُلِّ مُلْتَحِفٍ
بالْحِقْدِ مُتَّكِئٍ
عَلى الرَّزَايَا
كَأَبْنَاءِ الثَّعَابِينِ

السَّائِرينَ عَلَى الْأَوْجَاعِ
هَمُّهُمُ
أَنْ يُشْعِلوا في الدُّجى
أَنّاتِ محزونِ

لَمْ يَقْرَأُوا أَبَدًا
“طَوقَ الْحَمَامِةِ” أَوْ
تَذَاكَرُوا مَرَّةً
أَشْعَارَ ” سَمْنُونِ “

مُذْ أرسلوا فأسَهُمْ
في حقل ضِحْكَتِنَا
لم تبق إلّا المراثي
في الدواوين

ناديت يا غيمة مرّتْ
أليس هنا
ما يستحقُّ
هطولاً غير ممنونِ؟!

متى سنشعل نجما
في السماء؟! متى
نعيد للأرضِ
أنفاسَ الرياحينِ؟!

متى سَتُلقَى
مكاتيبٌ مسافرةٌ
-سبعا عجافا –
بأحضان العناوين ؟!

متى سَيُولَدُ زيتونٌ
بكرمتنا؟!
فربما نتهادى
غُصْنَ زيتونِ

وربما نقرأُ الأخبارَ ثانيةً
ويعرفُ البُنُّ
عنوانَ الفناجينِ

وربما سُوءُ ظَنٍّ
باتَ يتبعنا
تُلقي به خلفنا
كُبرى البراهينِ

فعند كُلِّ يقينٍ
جَاءَ مُتّكئًا
على عصاه
سيهوي ألفُ تَخْمينِ

تبسّمي يا بلادي
بتُّ مرتبكًا
أمام جـُرْحِكِ
أبكيه ويبكيني

تبسّمي يا بلاد الحزن
واقتربي
كلٌّ ينادي :
تعبتُ الآنَ ضُمّيني

أحتاجُ عينيك
لا أحيا بغيرهما
بهدب عينيك
في عينيك غطّيني

مقالات ذات علاقة

جُـنْحُ الظـَّلاَم

أقفاصُ التُّفاحِ الإليكترونيِّ

حسام الدين الثني

حديقةٌ تُطِلُّ

محمد زيدان

اترك تعليق