أما زلْتِ تختبئين وراء عراجين الليل ؟ كيف سترينها شموسي ؟ في عيْنيكِ البُنيّتين أعْشاش قصيدة، ملامحكِ على مرآةِ الغياب، كنقلةٍ عبقرية لبيدقٍ يتيم، كشَّ الملك حين باغتهُ الشرود، غريبة أنتِ كيقطينةٍ في حقلِ زعفران، ما أرهف حس الليل، تمادى بالتوتِ على شفاههِ حين همهم، لا فكاك من غرقٍ لذيذ، حين يجتاحني أخصب الغناء، بين ربوتيْنِ من الجنون، قريحةٌ راجفة العطر، لوردة سادرةٍ في الغياب، لها ميْلة الضوء الخجول، على كتفِ العناق، تنداح ما بين نمش النهد ولثغة سافرة التماس، قصائدي قوافلٌ غفيرة من الترف الودود، ساطعة الخطوب، كالعناقيدِ، لها سخاوة البريق، وطهارة المجد، وخواء روح طافحة بالوجد والتأويل، سكبت الليل نيئاً في آنيةِ الحنين فنضج في كفوفِ اللقاء حصاداً وفير، كرشْفةٍ أخيرة، لِمذاقٍ لم ينْزحْ من لذّةٍ فائضة العناق، أغدقت همسها حين ثرثرة، ذات ليْلٍ أسْطوري اللفتات، دشّنْتكِ قصيدة من لدُنْ شوق رحيم، أكتبكِ على طينِ انفلاتي تبًا للعتاب حين يباغثه الحنين، أنا جوعُ العالم لامرأةٍ نصفها قهوة والآخر توقٌ وهزيمة طفولة، أقفُ حافياً على أخمصِ التربص كمنارةٍ أعياها التاريخ وقشّرتْ لِحاءها الريح، ستظلين أيتها الغائرة في جسدِ الغياب الحقيقة التي هزّت عرش قلبي .