

الرجل الذي التقط الأحجار والفؤوس
ودخل الغابة ،
الرجل الذي شارك الأشجار ظلالها ، وما عاد يعرف ظل من هذا الذي يلحقه ،
الرجل الذي خرج في إثر كمائنه ، وأعاده صدى الوادي إلى أغنامه القلقة ،
الرجل الذي استلقى بين كل الأشياء ، أراد حقاً أن يكون بين الأشياء ،
الرجل الذي يربط مستنقعاً فاسداً حول عنقه ، ولم يبق في جعبته إلا بضع كلمات يقولها لنفسه ،
قال:
ليتني تعلمت النباح
أنا غابات بداية الزمن
فقط لو ينبت ما يكفي من الضوء
لأفهم العتمة،
فقط ، لو أحصد ما يكفي من الكلمات
لأقول وداعاً
وداعاً أيتها الغربان الطيبة
وداعاً أيتها الثعالب الساذجة
وداعاً ياضفادع الساعة المتثائبة .
كان الحجر الذي رميته في البحيرة ،
صديقي الوحيد !