بحر
شعر

في غرفتي بحر

بحر
بحر.
الصورة: عن الشبكة.

 

البحر يشدني ككل

الأشياء إليه ،

يجب أن أستيقظ ،

أن أسحبني بهدوءٍ

من يدي

أن أنادي لاسمك

الصغير

تحت الوسادة ،

كي لا نغرق ،

 

اسمك المبلل بقبلتي

الوحيدة

عبر سماعة الهاتف ،

المطمور في ألف

حلم وقصيدة ..

 

الغرفة ضيقة ،

اضيق من أن تتسع

لتنهيدة يتيمة ،

أو لعنوان من كلمةٍ

واحدة للقصيدة

الواقفة في حلقي

منذ أربعة أشهر ،

 

قلمي ينزف آخر

قطرة دم سوداء

و يسقط ،

وجنيني قبل أن يتم

شهره الأول

يتخلى عن رحمي

الهش ،

ويسقط ..

أيضًا ..

 

من يعرف أسمي ؟

من يلفظه لمرة

واحدة

ويشعل بداخلي

حزمة من ضوء ؟

من يهزهه بقوة

عساني

اتنفس ،

اتكلم

أو أضحك

أو أُجهش بالبكاء .

 

من أثر نحت

السكاكين بجانبي

سريري انبثقت

صفصافة ،

ومن أثر لمس يديك

بخصري ،

مات حقل أقحوان ،

حين فكرتُ

للمرة الأولى

بالفرار .

 

في دمي يطفو

عقربين

كان يجب أن يدق

منبه ساعتهما

قبل كثير

لأستيقظ .

 

السم يجري

في عروقي الآن ،

والكحل يعبد

طريقاً نحو

نحري ويحصد

القمح

من فوق وجنتي ،

 

بينما أفكر

بأدخال الغسيل

، تنظيف السطح

وإخراج كلبي

ذو القوائم الثلاث

لقضاء حاجته ..

 

أنها تمطر بغزارة ..

وجارتي التي

لا أعرف ما اسمها

بعد ، تصرخ بي :

“غسيلك ابتل ”

وأنا

أنا -عالقة خارجي –

كيف أفتح ولو

نافذة صغيرة فيّ ،

لنختبئ

أنا وأنتَ ،

والبحر

وحبل الغسيل ؟

 

التلفاز يغرق

وحده شريط الدم

في اسفله

استمر بالركض ،

أمام سمكة القرش

التي كسّرت إطاراً

يحجزها

فوق الجدار

بفكها الورقي

ونجت ..

 

 

من يمسك بكومة

الرسائل

والملاحظات

وأرقام الهواتف ،

وأنفاسي ؟

كي لا تتوه

وسط ملابسي

الداخلية ،

 

و لا تذوب مع

عقربي الساعة

وأصابع يدي

من يمسك يدي ؟

ويصنع من

المحبس الذهبي

ببنصرها ،

طوق نجاة

أو مشنقة ؟

 

حذائي أضيق

من أن يتسع

لوجعي ..

و مسمار القدم

ينخر عميقاً

في أعلى معدتي ،

ويشعرني

بالغثيان .

 

أين أجد ضفة

تنقذني

أو حبة إسبرين

غارقة ،

أنقذها

بلساني المر

وأطفو ..!

مقالات ذات علاقة

لم أفكر

سراج الدين الورفلي

ما يسمونه قصيدة

جمعة عبدالعليم

وصْفةُ الشِعر

عاشور الطويبي

اترك تعليق