وقفت بحسدي الضئيل أمام جدار غرفتي المصقول أراقب ظلي، تحركتُ فتحرك الظل ثم بدأ الظل يتمدد ويكبر ويهيمن بالكامل على الجدار ثم ينكمش ويصغر ويتلاشى، كانت الشمعة الصغيرة ترسل ضوءا يتوهج وعندما ترتعش ذبالتها يرتعش الظل فيما كانت جدتي مشغولة بتلاوة أدعيتها المعتادة عقب ركعة الوتر.
راقتْ لي أشكال الحيوانات التي أخذت جدتي في تشكيلها على الجدار، هذا رأس جمل، وهذا أرنب، وهذا رجل، في خيالي تمنيت أشياء كثيرة وأردتُ تشكيلها كظلال قريبة حد اللمس، أشياء كانت عزيزة بعيدة المنال، رسمت في خيالي وجه معلمتي في الصف الأول ابتدائي وتمنيته أن يأتي ويتصدر ظله الجدار، مسحت وجه معلمتي سريعاً ثم تواردت الوجوه والأشياء ورسم خيالي باباُ موارباً على الجدار دخلت من خلاله وتواريت، توغلت بعدها في ظلال الأشياء حتى هذه اللحظة، ما إن تنقطع الكهرباء حتى أهرع إلى أقرب جدار لألتقي بظلاله الحبيبة.
5/6/2018 م