عبدالله الزائدي
في كل رمضان ومنذ سبع سنوات يفتقد مستمعو الاذاعة الليبية الى برنامج (على هامش التاريخ) الذي توقف بعد احداث فبراير 2011، تاركا فراغا بعدما أصبح واحدا من اهم السلاسل الموسمية التي ارتبطت في الاذاعة الليبية برمضان.
بمناسبة شهر رمضان، وفي استذكار لواحد من اهم وأبرز البرامج الاذاعية الموسمية الليبية، التقت “بوابة افريقيا الإخبارية” كاتب السلسلة الشاعر والكاتب الكبير عمر رمضان، والذي كتب حلقاتها دون انقطاع قرابة لتسعة وعشرين عاما، وببراعة جعلتها بجدارة من اهم كلاسيكيات الاذاعة الليبية.
يبدأ الاستاذ عمر رمضان سرده لقصة البرنامج من ملاحظة المحيطين به لنبوغه الادبي، يقول عمر رمضان: من خلال النشاط المدرسي بدأت علاقتي بالأدب تظهر لي ولغيري ممن كانوا يتابعون إشرافي على طلبة المدينة في مشاركاتهم في المهرجانات ، واقترح علي بعض المحبين لموهبتي أن (أتعاون مع الإذاعة )، فكان التحاقي متعاونا مع الإذاعة عام 1980م وابتدأت بكتابة البرامج “التوعوية” للظواهر السلوكية والتربوية وغيرها ولكن لم يكن يدور في ذهني أن أتجه إلى “الدراما” ولكن الأستاذ عياد الزليطني الذي كان يتابع برامجي التوعوية عبر التلفزيون كان يلح علي أن أجرب كتابة الدراما.
وابتدأت ولكن على وجل وخوف وتردد في كتابة حلقات منفصلة، وليست مسلسلا، كنت أتوقف فيها أمام شخصيات بارزة عبر التاريخ مثل (خالد بن الوليد / الخليل بن أحمد / ابن بطوطة إلخ)، وكان الأستاذ عياد الزليطني يزودني بملاحظاته في تركيب الشخصية وتسلسل الأحداث وغير ذلك، حتى وجدت نفسي لا أكتفي بحلقات قصيرة ومنفصلة عن “الشخصيات”، فقررت أن أكتب مسلسلا متواصلا أتابع فيه الشخصية وأحداث حياتها، ولكني قررت تجنب “كتابة التاري ” أعني أنني حين أكتب عن “عنترة بن شداد” فأنا لا أكتب تاريخه، فتاريخ عنترة موجود في مصادره وليس من الممكن الإضافة عليه، فحياته هي هي قد سجل التاريخ تفاصيلها وسلسل أحداثها، وانتهى كل شيء فماذا سأقول أنا من جديد عن حياة مسجلة ومنتهية؟
فخطر لي أن أكتب “هوامش” على تاريخ الشخصية وهذه “الهوامش” ليست تاريخا وإنما هي “انطباعات” قارئ، فكل قارئ يقرأ حياة صاخبة عنيفة حادة جادة كحياة “المتنبي” مثلا لابد أن تترك هذه الحياة انطباعات متعددة ومتباينة فيه، فهي “هوامش” على تاريخ المتنبي.
مثلا أنا لا أكتب عن “شخصياتي” وإنما أنا أكتب عصري وزمني وهمومي وحياتي، ولكن بلسان شخوصي، فأنا لاأكتب عنهم ولكني أكتب بهم.
ومنذ عام 1982م وحتى عام 2011م وأنا أكتب (على هامش التاريخ) عن شخصية ما تركت أثراً وانطباعاً في نفسي، وفي التاريخ، وفي الحياة وأحيانا أعيد صياغة “حكاية” ما ولكن بطريقتي أنا وليس كما وردت في التاريخ، فكتبت مثلا عن شهرزاد وألف ليلة 60 حلقة، وعن السيرة الهلالية 120 حلقة.
إن ميزة هذا العمل أنه ليس “تكرارا” لتاريخ الشخصية التي أكتب عنها وإنما هو كتابة بالشخصية نفسها عن حياة نعيشها وظروف نصارعها وهموم نعالجها نحن يتم فيها استغلال الشخصية وظروفها وأدبها وتراثها وبعض حوادث حياتها لتكون لغة وأداة توصيل، فأنا كنت أحلق بأجنحة الشخصية التي أكتب بها حكاياتي، وأعيش عوالمهم ولكن بزمني أنا أغلفه بهم واستره بحياتهم وظروفهم.
_____________________