الفيسبوك
طيوب الفيسبوك

متدفق في الحديث

نشر القاص “شكري الميدي” على حائطه:

“أنا شخص متدفق في الحديث”.

أقول ولا أحد يصدقني، ولا ألومهم في هذا، لأنني قضيتُ قرابة عقد كامل حتى كبحتُ رغبتي في الحديث المتواصل. أحد الرفاق قال بأنني أهدأ من السكون، وكنتُ أبتسم لأنني متحكم بارع. لا أتحدث بجنون إلا أمام صديقين والعائلة ولابد بأنني أصدع رؤوسهم.

في هذا أؤمن بالحكمة الميكيافيلية: “الغاية تبرر الوسيلة”. باستماعهم لي يمنحون العالم فرصة أكثر للهدوء، مسألة شافية. أرغب بإرسال الوصفة للبعض. الصمت ضمانة لعدم سوء الفهم. خصوصاً عندما تكون في لقاء صحفي، أبداً لا تقل كلمة كاملة في حين بوسعك الاكتفاء بـنصف كلمة، تفصيل لم يفهمه بابا الفاتيكان.

ففي لقاءه الأخير مع مؤسس صحيفة لا ريبوبليكا: إيوجينيو سكالفاري، صرح بأن: جنهم لا وجود لها.

تخيل أن يتفوه زعيم مؤسسة سبب وجودها مرتبط أساساً بوجود جهنم، أن يصرح بأنها غير موجودة كأنه يقول بأن البابا والفاتيكان والقساوسة والشمامسة والبخور والإنجيل والزواج الكاثوليكي كلها أشياء لا قيمة لها وإن الحياة حفل صاخب، ليس من وراءها أي عقاب أو ذنوب ولا ضرورة لصكوك الغفران أو الاعترافات الغفران، ولا جسد المسيح ولا دمه كل ما هنالك، الجيدون يذهبون للجنة والسيئون يختفون، بوف كأنهم لم يوجدوا والرب لا يُعذب أحداً. هتلر محظوظ.

كل هذا ناتج عن حديث البابا لمؤسس لا ريبوبليكا الذي تحمس ونشر الخبر في اليوم التالي ضمن صحيفته الواسعة الانتشار، واهتز العالم المسيحي. ثم سارع بابا الفاتيكان إلى إصدار تصريح آخر، يؤكد فيه بأن كلامه مع الصحفي لم يكن بغرض النشر، وإن ما تم نقله هو “نتيجة تفسيرات” الصحفي.

ولأن البابا بشري مثلنا أنصحه أن يتخذ رفيقاً أو رفيقين يُصدع رأسيهما بآرائه الخاصة مثلما أفعل تماماً، وأن يترك التصريحات الغريبة بعيداً، فالحكمة الميكيافيلية مصدرها إيطالي، أعتقد بـأنها من حقه أكثر مني.

مقالات ذات علاقة

الحكاية قديمة

عائشة الأصفر

مسألة…

نجيب الحصادي

اللغة العربية

المشرف العام

اترك تعليق