طيوب الفيسبوك

خدعوك فقالوا : سايكس بيكو

حدود ليبيا لا علاقة لها باتفاقية سايكس بيكو من قريب ولا من بعيد والزعم بأن حدودها نتيجة لهذه الاتفاقية زعم مضحك جدا .

هذه الاتفاقية كانت تخص منطقة الهلال الخصيب وتحدد تقاسم النفوذ فيها بين طرفين أساسيين هما بريطانيا وفرنسا – كما هو ظاهر من اسمها – بعد أن تهزم الدولة العثمانية في الحرب العظمى .


ليبيا أثناء الحرب الأولى كانت مستعمرة إيطالية ولم تكن ولاية عثمانية كما هي الحال في العراق والشام . وليس في نص الاتفاقية ذكر لليبيا على الإطلاق. ولم يكن لإيطاليا دور فيها إلا التصديق لاحقا لكونها كانت حليفة لهما ولروسيا في الحرب .

حتى ترسيم الحدود بين ليبيا ومصر عام 1925 لم يكن مستندا إلى فراغ أو إلى الصدفة فلم يكن في وسع إيطاليا ومصر إلا الاعتماد على أسانيد قانونية تاريخية . وهو ما حصل بين الدولة العثمانية وفرنسا لترسيم الحدود بين ولاية طرابلس وتونس قبيل الاحتلال الإيطالي . والخسائر هنا وهناك والمكاسب هنا وهناك لا تطعن في أن تخومنا منذ قرون شبه ثابتة وحركتها زيادة ونقصانا ليست استثناء مما حدث ويحدث لمعظم دول العالم .

حدود ليبيا ومجالها الترابي المتشكل عبر القرون مسألة أعمق من خطوط رسمت على الرمال أو بقلم الرصاص على ورقة دون أن يكون لها مبرر تاريخي أو جغرافي ، وهي نتيجة عوامل مشابكة تبدأ بانحصارنا بين الحواجز الطبيعية من البحر والصحراء وجوارنا لأقدم دولة مركزية في التاريخ ولا تنتهي بدور الحركة السنوسية بنشاطها السياسي والروحي في القرنين التاسع عشر والعشرين في مد رقعة ليبيا جنوبا وتعزيز أسانيدنا في السيادة على جزء كبير منها كان خارج السيادة الحقيقية لأية أمة .

مقالات ذات علاقة

الزعيم المتقشف

أنيس فوزي

مفارقات

المشرف العام

مقابلة مع حضرة المدير

إبراهيم حميدان

اترك تعليق