من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
شعر

هُدنة ..!

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

 

رائحة شواءٍ

تنطلق ،

و لا أصوات

لقنابلِ تنفجرِ ،

و لا مبانيّ

تسقط ..

و لا قُبل تحدثُ

و لا عِناق ،

الهدنة لم تُخرق ،

ولم تعد

إليّ ..

كما لم يعد

الجندي المفقود

لبيتهِ بعد ،

الطفل ذو الأعوام

الست ،

والساق الواحدة

يسألُ عن سبب

أختفاء أبيه ،

و ساقه ،

الأم تتعجب

لأختفاء دموعها

و صوتها ،

فجأة ،

وتضحك

كصنبور ماء

مالح ،

قلبي يخفق

كقلب

سنجاب ،

بينما شفتيّ

تقبض

بالسطر الأخير ،

على لسانك

كحبة كستناء ،

أو طريدة ،

أو حلمة ثديّ

بين نابي

عاشق ..

القهوة فوق

لسانك

كعادتها

مُرّة بقيت ..

بينما القصيدة

في طرفهِ

المُر حلوة ،

حلوة كصدىً

لفرحٍ قديم ..

خرج من جيب

معطف رث ،

صدري بارد ،

كبيت لم تسكنهُ

يوماً عينيك ..

و حضنك ساخن

تماماً كقديفة ،

من يُلقم

البندقية ،

وابريق الشاي ،

و يغسل الثياب

للأرملة العجوز

في خط التماس ،

أظافرها تظل

مطلية بعناية ،

والجنود ،

يشربون الشاي

في شرفة غرفة

نومها ،

ويتركون كومة

ثيابهم

الداخلية المتسخة ،

على سريرها

كل يوم

منذ عقد الهدنة ،

توقفني

أشارة المرور

الحمراء

عن تجاوز

طلاء أظافر

الأرملة العجوز

و فمك ..!

اهش الذكرى

بممسحة زجاج

السيارة

أغلق النافذة

ساقيّ ،

و فمي ..

ابتسم لرائحة

الشواء

بثقلِ ،

أرفع صوت

المذياع ،

دون أدنى

أدراك ..

وأتسأل ،

أن لم تكن أنتَ

هنا ؟

وأن لم أكن أنا

هناك ؟

من أين يمكن أن

تأتي ،

رائحة الشواء

الآن ؟؟

مقالات ذات علاقة

غير صحيح

المشرف العام

اسْتِـغَاثَةُ اليَـمَامَة

غربة وطن

المشرف العام

اترك تعليق