رائحة شواءٍ
تنطلق ،
و لا أصوات
لقنابلِ تنفجرِ ،
و لا مبانيّ
تسقط ..
و لا قُبل تحدثُ
و لا عِناق ،
الهدنة لم تُخرق ،
ولم تعد
إليّ ..
كما لم يعد
الجندي المفقود
لبيتهِ بعد ،
الطفل ذو الأعوام
الست ،
والساق الواحدة
يسألُ عن سبب
أختفاء أبيه ،
و ساقه ،
الأم تتعجب
لأختفاء دموعها
و صوتها ،
فجأة ،
وتضحك
كصنبور ماء
مالح ،
قلبي يخفق
كقلب
سنجاب ،
بينما شفتيّ
تقبض
بالسطر الأخير ،
على لسانك
كحبة كستناء ،
أو طريدة ،
أو حلمة ثديّ
بين نابي
عاشق ..
القهوة فوق
لسانك
كعادتها
مُرّة بقيت ..
بينما القصيدة
في طرفهِ
المُر حلوة ،
حلوة كصدىً
لفرحٍ قديم ..
خرج من جيب
معطف رث ،
صدري بارد ،
كبيت لم تسكنهُ
يوماً عينيك ..
و حضنك ساخن
تماماً كقديفة ،
من يُلقم
البندقية ،
وابريق الشاي ،
و يغسل الثياب
للأرملة العجوز
في خط التماس ،
أظافرها تظل
مطلية بعناية ،
والجنود ،
يشربون الشاي
في شرفة غرفة
نومها ،
ويتركون كومة
ثيابهم
الداخلية المتسخة ،
على سريرها
كل يوم
منذ عقد الهدنة ،
توقفني
أشارة المرور
الحمراء
عن تجاوز
طلاء أظافر
الأرملة العجوز
و فمك ..!
اهش الذكرى
بممسحة زجاج
السيارة
أغلق النافذة
ساقيّ ،
و فمي ..
ابتسم لرائحة
الشواء
بثقلِ ،
أرفع صوت
المذياع ،
دون أدنى
أدراك ..
وأتسأل ،
أن لم تكن أنتَ
هنا ؟
وأن لم أكن أنا
هناك ؟
من أين يمكن أن
تأتي ،
رائحة الشواء
الآن ؟؟