السقيفة الليبية تستطلع اراء المهتمين والمتابعين للمشهد الثقافي الليبي… وتطرح السؤال: ما تقييمك للمشهد الثقافي الليبي خلال العام 2017… وماذا تتوقع له في العام الجديد؟
● حواء القمودي: المشهد الثقافي الليبي في عام 2017م
سؤال بسيط جدا، لكن ثمة حجر مقذوف يحرك بركة سكونى، تاناروت هذا التجمع في بنغازي بلاجدال بالنسبة لي هو الفعل الثقافي الحقيقي، الجواب على أسئلة كثيرة،المقاومة الحقيقية، القفز والركض والإنهماك في فعل الجدوى دون ضجيج،حتى حين تمّ إغلاق المكان،فبهدوء ورزانة انتقل التجمع إلى مكان جديد ليعاود فعله الثقافي الحقيقي، لا أستطيع أن أغفل أي اسم من أسماء المبدعين والمبدعات الذين يؤتثون فضاء هذا التجمع ويديرونه باقتدار، لهم جميعا دون اسثتناء أنحنى إجلالا، ثانيا ومن بنغازي أيضا، هي المبدعة مناجي بن حليم ولا أستطيع إغفال اسمها لما فعلته من انجاز ثقافي بتوليها لادارة مكتب الثقافة في مدينة بنغازي.
في طرابلس مجموعة أصدقاء دارحسن الفقيه حسن والتى أصبح اسمها الجمعية الليبية للأداب والفنون والتي مازالت تواصل هذا الفعل الثقافي الحقيقي، وتضيف كل ثلاثاء من بداية كل شهر رصيدا يثرى الفعل الثقافي ويحاول الإحاطة بالمشهد الثقافي الليبي، وختام نشاطه هذا العام هي محاضرة المبدع الدكتور نجيب الحصادي عن (الهوية الليبية) التى ستقام مساء اليوم الخميس 28 ديسمبر 2017م… تحية تليق بكل الأصدقاء الجمعية الليبية للأداب والفنون الذين يواصلون تأثيت اليوم المتميز -الثلاثاء الأول- من كل شهر ويجعلون لقاءنا عيدا.
بلد الطيوب الموقع الأول الذي جعل للإبداع الليبي حضورا على الشبكة العنكبوتية منذ بداية الألفية، موقعا أسسه شاب مبدع هو رامز رمضان النويصرى، موقع حقيقي وفاعل وجهد يحتاج إلي مؤسسة ولكن من يديره ويجعل له حضورا فاعلا مبدع ليبي حقيقي هو رامز النويصري.
– الكاتبة الليبية
عام 2017م كان تتويجا لجهد الكاتبة الليبية الذي افتتحته المبدعة السيدة زعيمة سليمان الباروني بأول مجموعة قصصية مطبوعة عام 1958م، لتصل مبدعة ليبية هي نجوى بن شتوان إلى جائزة البوكر العربية ولتكون روايتها (زرايب العبيد) ضمن القائمة النهائية في هذه الجائزة، ولتكون مبدعة ليبية أخرى في لجنة تحكيم هذه الجائزة هي الدكتورة الناقدة فاطمة الحاجي صاحبة الرواية المتميزة (صراخ الطابق السفلي)، وليكون تكريم مكتبة طرابلس العلمية العالمية للكاتبة الليبية في اليوم العالمي للكتاب 23 ابريل 2017م بتوقيع صاحبة المكتبة السيدة فاطمة احقيق هو تتويج وردي لجهد دؤوب للمبدعة الليبية.. أنثر أضمومات من الحنة وعقود الزهر لكل مبدعة ليبية حقيقية وفاعلة.
– شعراء وشاعرة
فيروز العوكلي تنشيء نصها الخاص بعيدا عن اسم شاعر كبير هو سالم العوكلي، وهذا بحد ذاته منجز لهذه الشاعرة. جمعة الموفق، حسام الثني، ومحمد عبد الله، سراج الدين الورفلي… أمّا اكتشافي المتأخر فهو الشاعر محمد الأمين قرين… هي وهم… جنون انفلات وركض في كل الحقول الملغمة ومشهد باذخ لقصيدة النثر الليبية.
● عزة رجب: تراجع كبير في فاعلية المشهد الثقافي الليبي
رغم الكم الهائل للكتابات الصحافية، والأدبية، والعلمية الصادرة في ليبيا، لكني أعتقد أنَّ هنالك تراجعا كبيرا في فاعلية المشهد الثقافي نتيجة اللامبالاة التي يلقاها من الجهات المسؤولة، فالمشهد الذي لا تأثير له، ولا يجد آذانا صاغية من السلطة حري به أن يثور على عدم فاعليته، ويجب أن يسعى لأن يكون له صوتا مسموعا، وتأثيرا فاعلا من أجل استقرار البلاد، وفي التاريخ العالمي والعربي ما يشير إلى تجارب دول نجحت بأصوات مثقفيها، وأنصتت بآذان صاغية لكل الآراء والرؤى المطروحة، في بلادنا لا يألو المثقف والصحفي والكاتب والشاعر والروائي جهدا إلا ويقوم به دون نتائج تذكر… كما أشير من ناحية أخرى إلى غياب الدعم اللازم للإصدارات الثقافية، وتوقف دور النشر عن نشر الكتب، نتيجة ارتفاع الأسعار، وقلة الموارد المالية للمؤلفين والمؤلفات، الأمر الذي جعل كثير من الإصدارات تقبع في أدراجها إلى حين دعمها من الدولة لاحقا، لهذا لا يمكننا في الوقت الحالي أن نتحدث عن جوائز محلية، وجوائز عربية أو دولية تتبناها ليبيا لتكون مصدر إشعاع للعالم الذي حولها… لا أملك إلا أن أقول كان الله في عوننا.
● نجوى بن شتوان: الإبداع بحاجة لدعم المؤسسة الثقافية والعامة
مازال المشهد الثقافي الليبي يحتاج الكثير ليظهر بنفسه ويثبت حضوره في كافة وجوه الأدب والفن، ورغم أن الإبداع الذي هو الأساس لخلق أي مشهد ثقافي -حالة فردية- إلا أنه بحاجة لدعم المؤسسة الثقافية والعامة، الشيء الذي لا ألمسه بشكل جاد في ليبيا، فهي إما تنشط بشكل معاكس له أو تمتنع عن التعاطي المثمر بالمرة. ما تمنيته دائماً في الماضي وفي الحاضر أن تحظى الترجمة والمسرح والسينما التي هي مشاريع دولة، بخطة مدروسة لإنعاشها وإظهارها. أما ما يرهق المشهد الثقافي في ليبيا سابقاً ولا زال يرهقه حاضراً فهو كثر ة العوالق التي تمتصه وتعثر نهوضه ولا تؤدي إلا لبقائه جامداً شاحباً.
● عايدة سالم: ”اتمني أن يرتقي مستوي الحوار بين الافراد“
بالنسبة الي عام 2017م للاسف الشديد انا خارج الوطن ولاتصلنا كل احداث المشهد الثقافي لانني كنت حريصة علي التواجد في اغلب النشاطات الثقافية المختلفة بالحضور الشخصي حتي يتكون عندي انطباعي الخاص والشخصي وليس ماينقله الغير.. انا متواجدة في امريكا منذ سنتين وطبعاً لاتوجد وسيلة الا النت اما الكتب والصحف والمجلات فهي غير موجوده. اما العام الجديد فاتمني الامن والامان لليبيا واتمني الحرية للصحافة واطلاق الحريات العامة بحيث تتكلم بحرية وتدلي بوجهة نظرك الخاصة دون ان تطارد او تكمم الافواه وتنتشر الصحافة الموجوده علي الانتر نيت اكثر حتي نواكب كل جديد في بلادنا او غيرها من البلدان ويرتقي مستوي الحوار بين الافراد سواء في الحياة العامة او في البرامج المذاعة او علي النت واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية والابتعاد قدر الامكان عن التلافظ السيء والذي اصبحنا نشاهده او نقرأه والذي نستحي منه للاسف الشديد.
● حسن قرفال: “ليس بالخبز وحده يحيا الانسان”
المشهد الثقافي في العام 1017 كان دون مستوى الطموحات اللهم الا اذا استثنينا مبادرات اصدقاء الفقيه حسن ومجموعة السعداوي… فما نشر من كتب لا يتعدی اصابع اليدين وكم من مسرحية جديدة عرضت سوى مسرحتين او ثلاثة ولم نشاهد اي فلم ليبي جديد. اما عن المسلسلات المرئية الليبية فلم نري الا عملين في شهر رمضان. الدولة المثمثلة في وزارة الثقافة يتعين عليها القيام بواجبها الذي انشأت من اجله لتحريك وتنشيط ودعم المناشط الثقافية بمختلف اجناسها. اتمنى في العام المقبل ان يتركز اهتمام جهات الاختصاص بالمشروع الثقافي حيث ان الثقافة عنصر مهم من عناصر التنمية البشرية… فليس بالخبز وحده يحيا الانسان. الف شكر للسقيفه الليبية.
● ناصر سالم المقرحي: ”المهم ألا تخمد شعلة الثقافة“
كغيره من القطاعات تأثر الأداء الثقافي بالظروف السياسية والأقتصادية التي مرب بها ليبيا السنوات الماضية وهذه السنة التي تقترب من نهايتها. حيث شهدت الثقافة تراجعا لمصلحة المجالات الحيوية الأخرى مثل أمور المعيشة والحياة اليومية وواضح أن الدولة ممثلة في وزارة الثقافة لم تحافظ إلا على الحد الأدنى من الأنشطة وأن التمويل المالي قد غاب مما تسبب في تقلص الفعالياب الثقافية إلى حدودها الدنيا وما رأيناه من تظاهرات ثقافية تظل محدودة إضافة إلى بعض الأنشطة المتقطعة التي تكفل بإقامتها العديد من الجمعيات الأهلية والملتقيات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني وهي تعتمد على مجهودات ثلة من المثقفين الذين يؤمنون بدور الثفافة ويتم تمويلها من قبل الأعضاء ومن بعض الأصدقاء وتظل ميزانياتها بسيطة بالمقارنة بما يمكن أن تقدمه الدولة من دعم.. وفي غياب التنسيق المؤسساتي والجماعي تظل الثقافة فعلا فرديا يسهم فيه كل مثقف بما يستطيع والمهم في هذه المرحلة هو ألا تخمد شعلة الثقافة وتظل مشتعلة.
● مفتاح قناو: “الجمعيات الأهلية تدير الشأن الثقافي“
المشهد الثقافي الليبي كان ضعيفا، لاتوجد وزارة حقيقية للثقافة ولا جهة حكومية مشرفة على الثقافة. الجمعيات الأهلية الثقافية هي من يدير الشأن الثقافي في ليبيا في غياب كامل للحكومة التي قيل انها قد صرفت ميزانيات لهيئة الثقافة في طرابلس وهيئة الثقافة في بنغازي. بؤس شديد.. لم تصدر كتب جديدة لكتاب ليبيين، العروض المسرحية ضعيفة، حتى احتفالية تكريم علي ماهر وتكريم عبد اللطيف حويل أقامتها جمعيات أهلية. نتمنى في العام القادم تقسيم ميزانية الثقافة على الجمعيات الثقافية التي قدمت إنجازات جيدة في العام المنصرم.
● عبدالحكيم الطويل: ”القليل من الأمان سيعطي الكثير من الأمل لمثقفينا“
عام 2017 كان امتداد لأعوام الغلاء الفاحش السابقة في الأسعار وشح السيولة والغاز والبنزين، لدرجة أنني شخصيا لم أتمكن من متابعة أغلب مناشط هذا العام الثقافية، بل بيني وبينكم استغرب فيمن يجد الوقت لمتابعتها عدى عبر صفحات الفيس!… مع أنني تعودت أن ألقي سنوياً محاضرة ثقافية بمركز الجهاد (المركز الليبي للمحفوظات حاليا) وأخرى بدار الفقيه حسن وأشارك في دار المجاهد بالرجبان وغيرها من دور الثقافة المختلفة متى تتاح لي الفرصة، غير أن مآسي حالنا اليومي والتي انتهت بغرق طرابلس في مياه الأمطار وانقطاع الكهرباء لساعات متواصلة لم تترك لي المزاج الرائق لممارسة هذه المناشط ناهيك عن الوقت اللازم لتنفيذها، فاقتصرت متابعتي على ما تنشره صفحات النت المختصة مثل صفحة بلد الطيوب وطبعا صفحة السقيفة الليبية بالإضافة إلى المناشط الشخصية لبعض الأصدقاء المهتمين.
بالطبع لا أريد للعام القادم فقط وإنما لكل مستقبل ليبيا أن تأخذ الثقافة دورها الذي تستحق، لأنها الملاذ الوحيد لتقدم الشعوب تقنياً واقتصاديا.. فالشعوب لا تتقدم إلا عبر صفوتها الفكرية والذين يفترض أن يكونوا المثقفين. فإذا ما حظينا بحلحلة لمشاكلنا السياسية عبر الانتخابات الموعودة في 2018 فإن ذلك لا شك سيؤثر في الوضع الاقتصادي بالإيجاب.. مما يمنح المثقف فرصة لالتقاط نفسه وتقل أعباءه اليومية الأسرية فيتمكن من إكمال أعماله قيد الانجاز، والمشاركة بفعالية ونوعية في الحراك الثقافي العام.
إن أهم منابع الثقافة هي دور ومؤسسات النشر في البلاد.. وهي شبه متوقفة حاليا.. لأسباب افتقاد الأمن والسيولة كما لا يخفي. فإذا ما ساهمت الجهود الدولية والمحلية العام القادم في حلحلة العقبات السياسية والاقتصادية لاشك في أن دور النشر المحلية ستنتعش وستساهم في إنتاج الكثير من النتاج الثقافي الوطني المخبوء والمعطل والمؤجل والمتراكم. آمل شخصيا ذلك ففيه كما قلت قيادة مجتمعنا نحو النمو والتطور الحضاري الذي أتمناه لمجتمعنا المتوسطي الذي كان تاريخياً على الدوام جزء من كل حضارات المتوسط وجغرافياً هو على مرمى حجر من أهم الدول الحضارية والعظمى والمتقدمة.. فلا شك في أن القليل من الأمان سيعطي الكثير من الأمل لمثقفينا ليأخذوا دورهم ومكانهم المستحق بين مثقفي هذه المنطقة المركزية من حضارة البشرية.