المهدي الحمروني
عَصِيٌّ نِداؤكِ علىَ سُهولِ النُطقِ
نافِرٌ عن شهْوةِ الكتابةِ
ناءٍ عن متناولِ الأبجدةِ العتيقة
قَصِيٌّ عن شِبَاكِ القواميسِ
كباقةِ زهرٍ في رئةِ العالم
وتلاوين عذراءُ على نهدِ الأمازون
وسُرّةِ الينابيع
وشغفِ الأنهرِ ببرزخِ المحيط
كلُّ نعتٍ لك انفراطُ تسابيحٍ
وخَورُ إحصاءٍ
وبَوءُ تهجِّيٍ
بحدائقِ أسماءٍ
كاستتار المُضْمَر في
الأوصافِ الحُسنَى
لولهِ اللغاتِ
وعيِّ التراجم
حروفُكِ طرائدُ آلهةِ الشعرِ
بوادٍ سحيقٍ من الأخيلة
ونقوشٌ من قداسةِ القزحِ الفوّاحِ
وتلاقحُ الغيمِ بالريحِ
والبروقُ بِعَشَىَ الظامئةِ
العواءُ فصاحةُ حَدَاءِكِ البليغةِ
في نحيبِ الذئابِ
بحناجرِ الهزيعِ
على راوبي الثَكْلِ والمراثي
نداؤكِ ..
كُنْهُ سَرِيرةِ الماءِ
وغُمُوضُ صفاءهِ الفاتنِ
الفرحُ المشوبُ بالدمعِ
في صوتيَ الخجولِ
والعاجزِ
سوى عن تكراركِ
حبيبتي ..