طيوب النص

اجذفوا ولكن في صمت

تصوير: حسين التربي.

 

معشر التائهون- يا سيد البحار وربان سفينة البحث عن شواطئ المنافي..أعطيناك كل ما حمل الجمل والقِربة فطال السفر ولم نرى طيور النورس منذ مئة عام. يا شيخ شيوخ كتابنا المقدس، هتفنا لرؤية طلتك البهية والتهبت حناجرنا تكبيراً ولم نرى الجبل ولا الشجر. يا أمير الساعون نحو الجنة الموعودة، رفعناك فوق اكتاف هزيلة، فطال مشوار البحث عن مأمن وصارت مياه البحر ترفضنا.

يا حكيم فقه الروح، رعيناك كصارية سفينة التيه هذه، فطال الرحال ووحوش البحر ترصدنا.

تمزق شراع مركبة الوطن والتيار يجذبنا.

فقدت قلوب البشر الاحساس بالمكان ورمينا اجساد موتانا لاسود القاع.

فما العمل يا من ملكت بوصلة الغد المبلل بالمياه العذبة والمزركش بظلال اشجار النخيل والملون بزغاريد النساء باهازيج الطفولة وبرغبات الحالمون بالعودة للوطن؟

الربان- يا لكم من قوم مشاكسون! الا ترون أنكم تزعجون بضجيجكم قيلولة الأسماك في شعابها المرجانية؟

الا ترون أنكم تقطعون حبال تفكيري والهامي المرتبطة بسماوات الرب العليا؟  يا لكم من حمقى! هيا، اجذفوا في صمت..سنصل قريباً الى بر الأمان حيث لم يصل بشر من قبلنا. سنصلي في محراب المجد والشموخ والسمو كما لم يصلي جمع من قبلنا..هيا هيا..اجذفوا ولكن في صمت!

معشر التائهون- سمعاً وطاعة يا مولانا، كم نحن محظوظون بوجودك بيننا.

مقالات ذات علاقة

الشعر والرصاص

المشرف العام

التراث التربوي في قصة قرود عرادة وزيت الخجلة

إبتسام صفر

تحت الأنقاض

فائزة محمد بالحمد

اترك تعليق