ناقشت الدكتورة الليبية نجوى التوهامي بدولة ماليزيا رسالة الدكتوراة التي حملت عنوان (الالتفات في شعر حسن السوسي، دراسة بلاغية تحليلية ) بجامعة العلوم الإسلامية، برئاسة بروفوسور مصطفى أبو زيد. يوم الخميس 20 رمضان الموافق 15 / 6 / 2017 .. وبهذه المناسبة كتبت الدكتورة نجوى التوهامي على صفحتها الفسبوكية ..
حصاد الفرح
بالأمس وأنا في طريقي لمناقشة رسالتي الدكتوراة. رافقني دعاء أمي الجميل، “الله يسهلك كل صعب يابنيتي” ….
يأتيني دعاؤها البهي هذا يزيل توتّري دوما مضمخا بطيب قرنفلها، ورائحة شعرها المدهون بزهر الليمون المجفف، الذي تعمل دوما على قطفه من برتقال المزرعة وتغمره بزيت الزيتون، فيضوع بسخاءٍ كلما احتضنتني، وأدخلتُ كلَني فيها، كقطة صغيرة تحت أعطافها، وهي تخيّمُ عليّ بردائها الخفيف.
كانت حينها تبتسم كاتمة عني ضحكتها، وأنا مغمضة العينين غارقة في عالم روحاني من الوله، وكنت أعرف أنها في أقاصي الضحك من اهتزاز جسمها، وهي تدفعني عنها بيد وتجذبني إليها بأخرى، قائلة وهي باسمة الأسارير؛ “ياسرك خلاص انت كبرتي” .
اليوم….ها أنا أكبر يا أمي…
وأنت ِ لست معي
تمنيتك هنا بقربي….بجانبي، لأنهل جرعة من عطرك… اغتسل به تيمّناً ومباركةً قبل ان أدخل صالة المناقشة، وأرقّي به نفسي من كل بكاء وضعف، وتغيّبني نشوة ضوعه عن الخطأ والزلل،
فأصير به نبيّة المكان.
وضعتُ صورتك في هاتفي لتكوني معي، وأنت السائلة بالتمنّي دوما: “امتا يابنيتي بتكملي”
ها أنا اليوم أتمّم ماتغرّبت لأجله ياامي عنك وعن وطني، وأكمل وصية والدي.
كنت أراه يبتسم كلما أجبت عن سؤال، وكانت روحه الفرحة تمسك بيدي طوال الوقت.
وهذا منتهى مرادي وسعادتي ياأمي.
لولا هذه الغربة القاسية التي احتضنت فرحتي بعيدا عن غبطتك وزغاريدك
لولا هذا البعد الجافي لكنت في حظنك الآن تباركين فرحتي بالنجاح
وأنا…أقبل يديك الناعمتين، عينيك الدامعتين،
وأغمر نفسي فيكِ بألف حضن وحضن
و لن تبعدينني عنك حتى لو كبرت.
بفضل من الله ومنة ناقشت بالأمس رسالتي الدكتوراة الموسومة ب(الالتفات في شعر حسن السوسي، دراسة بلاغية تحليلية).
كانت الجلسة رائعة في بلاد الغابات والمطر (ماليزيا) جامعة العلوم الإسلامية، برئاسة بروف مصطفى أبو زيد.
اللهمَّ لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت.
أشكر كل من سبقتني تهنئته في هذا المتصفح