المقالة

سعادة سفير الثقافة… وداعا

المهدي يوسف كاجيجي

الشاعر الراحل: محمد الفقيه صالح.
عن الشبكة.

“انا ابن مدينة، وسليل اسرة  متجذرة فى طرابلس، اين عشت طفولتى وصباى، فى حواريها وازقتها ومنعطفاتها، وتشممت عبق التاريخ والبشر فى اركانها، فطرابلس منقوشة فى كل خلية من خلايا جسدى، وحاضرة فى كل نبضة قلب وخفقة وجدان”…(الشاعر والسفير محمد الفقيه صالح خلال مقابلة صحفية).

عرفته من كتاباته واشعاره، قبل ان نلتقى، فهو من جيل اصغر، تعلم فى طرابلس، وتخرج من القاهرة، وخاض تجربة السجن كمثقف، وفى مدريد التقينا فى التسعينات، كان يشغل منصب الملحق الثقافى، فى السفارة الليبية، دمث الخلق، والده كان حرفيا فى سوق القصداره، بالمدينة القديمة، فنان يجيد الرسم بالطرق على المعادن، يقول عن تجربة العمل مع والده: الطرق على النحاس علمنى الصبر والدقة. عرفته الصحف والمكتبات الليبية والعربية كاتبا وشاعرا صدر له مجموعة دواوين، بعد سقوط النظام الجماهيرى، عاد الى مدريد سفيرا، تجربة جديدة فى بلد على دراية بمسالكه، وله علاقات وثيقة مع اعلامه ومثقفيه، وبالمشاركة مع البيت العربى فى مدريد، نجح السفير الجديد فى تقديم صورة غير نمطية عن بلاده ليبيا، وشهد البيت العربى معارض لفنانين من ليبيا، ومحاضرات، ولا انسى تلك الامسية الشعرية الرائعة للشاعر محمد الفقيه صالح، التي تم تقديمها بطريقة مبهرة، ولقد فاجا الجميع بالقاء كلمة الافتتاح باللغة الاسبانية، وصفقت القاعة طويلا، امام كلماته المتواضعة، وهو يقدم الاعتذار على اعتباره طالب مبتدئ.

اتردد على مدريد كلما سنحت الفرصة، ولقاء الشاعر السفير عادة لم تنقطع، احضر اليه حاملا كتب مطلوبة، واعود بكتب مهدات، فى اخر لقاء بيننا وكالعادة بحضور استاذنا الكاتب الصحفى محمد عبدالكافى اطال الله لنا فى عمره كان متالقا بالرغم من بدايات المرض اللعين، وكان متماسكا، تكلمنا طويلا وضحكنا قليلا، هذا الصباح تلقيت خبر رحيل الشاعر، فقرات قصيدته، الرحيل الى شجرة الزيتون:

هل تدور الرحى
ام يدور الزمان
جف نبع الرؤى
منذ حط الهوان

ويا ايها الصديق النبيل، سفير الثقافة الشاعر محمد الفقيه صالح… وداعا.

مقالات ذات علاقة

“عساكر سوسة” الفيس بوك..

سعاد سالم

كيف تؤسس لمكتبة منزليّة

مصطفى بديوي

هذا الجمل و ما حمل

قيس خالد

اترك تعليق