احتفل بالأمس “تجمع تاناروت للإبداع الليبي”، في مدينة بنغازي باليوم العالمي للكتاب، بإقامة مقهى للقراء في الهواء الطلق بساحة الكيش. جاء هذا الاحتفال لينعش أهالي المدينة ويضفي الحيوية بنشاطه المميز تحت شعار “الكتاب طريق التغيير”، اصطفت الكراسي على الأرصفة التي شهدت حضوراً بأعداد كبيرة من هواة القراءة، في تحد للحرب وتفاؤل بالقادم وتشجيع على الثقافة، استطاع أعضاء هذا التجمع عاماً بعد عام على الاستمرار في إقامة الأنشطة الثقافية، لإعادة الحياة للمدينة وأهلها.
وفي تصريح خاص لليبيا المستقبل يقول رئيس مجلس إدارة تجمع تاناروت ــ الكاتب محمد الترهوني “الاحتفال باليوم العالمي للكتاب في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا ليس مجرد احتفال عادي، إنه تأكيد على مشروع الحياة التي نريدها، وتأكيد على أننا في غياب الثقافة مجرد مشروع فاشل لدولة فاشلة، لأن النظر إلى الثقافة كمشروع شكلي تروج له مؤسسات الدولة الثقافية لا ينتج حالة ثقافية اجتماعية، هذه الثقافة لا تحقق شيء على مستوى الثقة مع المواطن، ولا ترفع مستوى توقعاته إذا تعلق الأمر بالمستقبل، يجب أن تعظّم المؤسسات الثقافية مفهوم الحياة والاقبال عليها بنهم، تعظّم معنى الحب خوفا من الجرأة التي تتجلى في الكراهية، ليست الثقافة هي شكسبير أو هيمنجواي أو العقاد، الثقافة هي تحويل المعرفة إلى سلوك والشعور بأن روحك امتزجت بفهم الحياة والناس من حولك وهذا ما يقدمه الكتاب الجيد للقارئ الجيد، عندما يحتفل تجمع تاناروت للإبداع الليبي باليوم العالمي للكتاب فهو يحتفل بالحياة وجاذبيتها ونضجها المتوقع في السنين القادمة على يد نخبة جديدة من القراء والكتاب”.
ويقول محمد منير أحد الحاضرين للاحتفال “يقولون عندما تحبط أقرأ بشغف… وبنغازي تقول… بين الأزمات وغبار الحروب وركام المباني وأصوات القذائف ورائحة الدماء والرصاص المتقطع… هؤلاء أبنائي يعزفون لي إيقاع الأمل ويعيدون لي الحياة… يحاربون لأجلي سلاحهم كتاب رفيق عقولهم ومهما كانت المعاناة بنغازي ستعود بهمة أبنائها الرائعين”. هذا وقد صاحب الأحتفال فعاليات أخرى متنوعة،وبحضور عدد من المدارس والأكاديميات والكشافة.