من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي
طيوب النص

جسد الحب يجب ألّا يُفحص جيدا

من أعمال التشكيلي.. معتوق البوراوي

هل حقا تحبينني؟

ماذا لو لم تحبيني حقا؟

أعرف أن كلمة حب لا تثبت مكانها، أعرف أنْ ليس لكلمة حب وضوح مريح، وأنها تحمل في تنقلاتها لحظة اشتعال النار في رداء السكينة و جاذبية الحياة، لكن ما أعرفه أكثر أن الحياة دون حبكِ مكان لا يُؤبه له، وأن جاذبية الأشياء تتلاشى ولا تجرؤ على محاولة الدخول معي في علاقة حميمة، بالنسبة للمرأة يبقى الرجل إنساناً لا يمكن التأكيد عليه، للأسف يتعلق الأمر بتجارب من الألم في متناول جميع النساء، الرجال عاطفة ملغومة بالشك، اختناق من نوع جميل، وخداع قابل للنقل والتوريث، الرجل هذا المستنسخ بدقة متناهية كائن مثير للشفقة من كثرة ما يخون نفسه والآخرين، لكن لا مفر من الاعتراف أن الرجل يرغب كثيرا، لكنه يحب مرات قليلة جدا، لا يمكن إلغاء الرجل ولا إلغاء حماقاته الرقيقة المصنوعة من دموع وحيرة المرأة، ربما ويدي في يدكِ أتذوق أن يعرف الآخر أننا كرجال ننضج بفعل الرعب والموت والتفكير في حياة تحلو في عيون الجميع بلا جدوى، ربما أتذوق أن يفهم الآخر أننا كرجال لا نكافئ على فعل الخير والصواب لأنه سهل، نحن نكافئ الإنسان الجدير بجريمة وجوده، بجريمة تحمل أكثر ما يؤلم القلب ويمزقه في اللحظة التي يبحث فيها عن علامة حب في عيون امرأة لا تعترف بالمواجهة بين الجسد والجسد وتعتبرها أجمل صورة جانبية لكيفية استعادة العالم لتوازنه المفقود، ربما أتذوق هذه الأفكار ويدي في يدكِ، وأنتِ تضعين صابون الحلاقة على وجهي، وأنتِ تبحثين بين أسماء المطاعم المشهورة عن مطعم نتناول فيه حياة بلا غش، بلا صيحة انتصار أو عويل هزيمة، بلا دموع نحاول في كل لحظة التغلب عليها، لا يمكن يا حبيبتي النظر إلى الحب كعملية تنسك، لا يمكن يا حبيبتي النظر إلى الحب كسجن يتقن العاشق كيفية البقاء فيه دون ملل، ولا كورقة بيضاء نظيفة يجب ألّا تُمسَّ أو يكتب عليها “جسد الحب يجب ألّا يُفحص جيدا”، الحب يعرف بشكل مميز ومبالغ فيه أحيانا كيف يقضي وقت فراغه، فقط أحبيني بهذه الشفاه والعيون المرهقة، بهذا الطول وطرف الأنف اليائس، بهذا الانهماك العجيب بقصة ممكنة، بهذا الكم من الرغبة في الموت لو لم تحبيني حقا.

مقالات ذات علاقة

رغبة

المشرف العام

أنا البحرُ ..

جمعة الفاخري

دفنت القلم

فتحي محمد مسعود

اترك تعليق