سرد

شاب ليبي أصيل لا يحبّ نفسه

 نصّ سردي مهدى إلى القهوجي والشاعر، الذي عصر حبيبات البُنّ بماء قلبه، وحبّات قلوب العاشقين بشعره.

‘ باسط ‘ هو صاحب تلك المقولة الخالدة، التي حدّثتكم عنها : ‘ الحياة واعرة ‘ هو شاب لا يحبّ نفسه، حيث إنه يؤثر الناس على ذاته، ويُقدّم لهم النصائح، النصيحة تلو الأخرى – التي لا يقبلها البعض منه – والتي هو في الأصل، أحوج الناس إليها.. في صغره كان أحد المتدربين في كرة السلة بنادي الأهلي، هو أهلاوي امقطر وامعطر بزيت وورق زيتون حي الزيتون، مع أنه بركاوي المولد والنشأة  – بركاوي عميل – ولا يبعد نادي النصر عن بيت والده، سوى خمسين متراً فقط، في تلك الفترة كان معروفاً بأناقته، وذوقه الرفيع، حيث يُعرف عنه، قناعته في إظهار أهم حاجة في الطرحة ( الحذاء والجوارب البيضاء ) وبعد أنْ طُلب للعسكرية، انتكس هذا الشاب، وسجن نفسه بنفسه في البيت، أمام امتعاض إخوته الكبار، ودلال أمه له، وبقيّ على هذه الحال، قرابة سبعة عشر عاماً، ولم يخرج من حبسه، حتى بعد ( أصبح الصبح ).

و في عام 2003 ميلادياً، افتتح أخوه مقهى صغيراً له، في حي الرويسات، وضبط مقادير مشروباته على مذاقي أنا، لأنه يعرف مدى ولهي بها، ولأنه يثق في ذائقتي الفنية والأدبية.. وبعد نـُصح الأصدقاء له، رضخ ووافق أخيراً، على استخراج بطاقة شخصية – ليُعترف به كمواطن ليبي –  كان عازفاً وخائفاً من استصدارها، فأقام له سكان شارع العيساوي وسي داوود وبوقعيقيص والرويسات، غيطة كبيرة، تزعمها صديقه، وصديق الجميع ‘ مرسال المراسيل ‘ و’ صلاح شمعون ‘ و’ صلاح عقارب ‘ وفرح الكل بهذا النصر – النصر الأهلاوي، هكذا أفضل، تقديراً لشعوره – الكبير الذي حقــّقه ‘ باسط ‘ وبعدها بأيام، استخرج وثيقة سفر، ورافق والده إلى الأراضي المقدسة، لأداء سنة العمرة، كان دائماً يقول : ‘ خاطري في مشية لقبر الرسول ‘ فقد وصل به اليأس إلى الزهد في هذه الحياة، منذ كان يافعاً، وعمره ست عشرة سنة، العيب في هذا الشاب أنه ملول، ولا يطيق النمطية والروتين، فقد ملّ من البقاء في مقهاه بالرويسات، نتيجة ً للزبائن الذين يأتونه، فكان يصفـُّهم بأنهم ( زغد ) وغير مثقفين وكثيرو ( قلة الذوق )  فأفرغت له مقهى، يعود إلى أسرتي، كان يديره شاب، لقبه ‘ كلوبة * ‘ صاحب الكلمة المعروفة : ‘ الحياة حلوة ‘ فهو على النقيض من ‘ باسط ‘ ذلك الشاب الواقعي، الذي يرى الحياة بمنظار الحقيقة، فاشترطت على ‘ باسط ‘ أنْ يلتزم بالآداب العامة، وأن يمنع فرقعة الـ ( خط ولوح ) أمام المحل وجمع الصيّاع هناك، ونصحته أكثر من مرة، بأنْ يبعد عنه هؤلاء، الذين لا بركة فيهم، وليسوا من حي البركة، وذكرته بأنّ عقد المشاركة – الإيجار بالاحتيال الشرعي على القانون – الذي بيننا في أخر بنوده، بند مهم، هذا سياقه ( المحافظة على الآداب العامة ).

 أنا لا أحبّ المرحين من الشباب، خصوصاً في هذا الوقت، لاسيما منهم الهتـّافين التافهين، الذين يظهرون فور انتهاء أية مباراة – من الدوري الإيطالي والإسباني والليبي والمصري – يجوبون شوارع المدينة، أنا أحبّ نادي النصر، لكني لا أحبّ مشجعيه، لأنهم يعصبون رؤوسهم، بأعلام خضراء، هي رمز بركة شيوخ البركة، فيدنسوها، أنا لا أحبّ جمهور نادي الأهلي، لأنهم يذكروني بالرايات الحمراء في عصر الجاهلية، التي توضع على بيوت العهر آنذاك، أنا أحبّ مشجعي ناديي الهلال والتحدي، ونجمة السلماني، لأنهم لا يخرجون إلى الشوارع أبداً، ولا يزعجون عجائزنا الطيبات، أنا لا أحبّ راكبي ( الموتورسكيلات ) أنا لا أحبُّ الذين يعومون في البحر، وخاصة السبّاحين في مجاري الشابي، أكره من ذكرت، لأنهم لا يهتمون بما يجري حولهم، ولا يلتفتون إليه، أنا لم أنزل إلى البحر منذ عام 1990 ميلادياً، كنت في صغري، أرمي بنفسي من الأحجار، التي تحوط ميناء بنغازي، وأغوص إلى الأعماق، أمام دهشة الأجانب، والآن لن أفعلها، حتى لو أعطاني وزير الثقافة مليون ديناراً على ذلك.

في أحداث السفارة الإيطالية، بعد أنْ قامت قوات الأمن، بالقبض على كل من أُلتقِطت له صورة تذكارية جميلة، وهو يشارك في تلك الأحداث، تجمعنا في مقهى (سي داوود) وصرنا نستفهم، على من أُُلقي عليه القبض من أبناء بنغازي، في الأحياء الأخرى،  فتفطن ‘ احجيبة ‘ إلى أنه لم تداهم قوات الأمن منطقتنا، ولم يتم القبض على أيِّ واحد من (اعويلة شارعنا) فقال ‘ احجيبة ‘ : (الحمد لله.. نحنا ناس راكحين.. وضارب فينا سر سي داوود) حينها انتفض ‘ باسط ‘ من وراء ماكينته، وألقى بكوب (سنترافيش) – سعره دينار – على صورة (ماردونا) المُعلقة على الجدار، بطول ثلاثة أمتار وعرض متر واحد، صارخاً، ومطلقاً صاروخاً في وجه ‘ احجيبة ‘ : ‘  لا وأنت الصادق.. نحنا ضارب فينا سر  ــــــــوية.. وما تغلطش في سي داوود مرة أخرى.. راني في سباه مستعد أنموت.. وافطن راك قاعد في قهوتي.. وأنا سميتها عليه.. بيش يفتح عليا ربي بجاه بركته ‘ فبدأ مهرجان الضحك للصباح.

صار ‘ باسط ‘ رويداً رويداً، يشعر بالملل، وعادت إليه نوبات القلق، وبات حزنه الدفين، يعلن عن نفسه من جديد، وأصبح كثير الجدل حول أوضاع البلاد، فهو وطني وذو غيرة، حتى أنه، عندما يتناقش مع الزبائن، الذين لا يعرفهم، بخصوص أمر ما، تستدعيه اللحظة، أو تعليق أحدهم على صورة ما، من صور بنغازي القديمة، التي يتزيّن بها المقهى، أو تعليق على خبر ما، في قناة الجزيرة، بخصوص القضية الفلسطينية، أو فتوة من فتاوي الشيخ الجليل ‘ القرضاوي ‘ في برنامجه (الشريعة والحياة) فبالإضافة إلى ثقافته الرياضية والأدبية والسياسية، وثقافته في الصياعة ودراه الكبد ودراه المعدة، هو ملمٌ أيضاً بمسائل الفقه كثيراً، تسمع صوته من نادي النصر، حتى تخاف عليه، من أنْ ينفجر فيه عرق من عروقه الليبية الأصيلة.. وممّا يذكر في هذا الشأن من مواقف، أنه وهو في حالة نقاش مع أحد الأغبياء – وما أكثرهم في مقهاه – دخل إليه زبون، وطلب إليه، أنْ يعدّ له كوب مكياطة، فردّ عليه ‘ باسط ‘ : ‘ مش فاضيلك توا يا خويا.. راني قاعد نحكي في موضوع وطني مهم.. تعال بعدين لو سامحت.. وما تقطعش عليا حبل أفكاري.. واللا عدّي لمقهى كلوبة ‘ بل إنه خرج مع الزبون، وأوصله من مرفقه إلى هناك، ما يعني أنّ الوطنية لدى ‘ باسطنا ‘ فوق كل اعتبار، وأهم حتى من الخمسين قرش، ومن منافسة صاحب المهنة، الذي لا يعده عدواً له، بلغة أهل السوق والسوقيين، ومع ذلك، تجد مثل هذا الزبون، يعود إلى مقهى ‘ باسط ‘ ثانية ً، في اليوم الذي يليه، كأنّ شيئاً لم يكـُن، ونتيجة استغرابه في سلوك هذا الشاب، الذي لا يهمه المال، بقدر ما تهمه البلاد والعباد، ولإثارته لـ ‘ كلوبة ‘ على نفسه، وبعد أنْ تبيّن له، أنّ ‘ كلوبة ‘ يختلف على ‘ باسط ‘ كثيراً، فهو لأجل أنْ يكسب الزبون، مستعدٌّ، لأنْ يدخل وأياه في نقاش مجامل حتى على احتلال بوش – اجعنه مدلوش – للعراق، في حين، أنه لا يعرف حتى من يكون (بوش) ولا يعنيه من العراق، إلا بناته الراقصات – يا خسارة على بنات العراق – اللاواتي يشاهدهنّ في قناة (ميلودي) المصرية التافهة، فـ ‘ باسط ‘ لا يشاهد إلا قناة الجزيرة، وتجده دائماً، وهو يقود ماكينة المكياطة، يعلق المارشة رابعة، وبالأخرى، يخفض أو يزيد من الصوت التلفاز، لكأنه في سيارة، يقود بيد ويُشغـّـل مسجلها بيد أخرى.

‘ باسط ‘ شاعر غنائي جميل، غنى له المطرب الشعبي ‘ احميدة بو نقطة ‘ عدة أغاني، لكن الكثيرين، لا يعرفون ذلك، لأنه دوماً، يُقزّم من ذاته، ويتنازل عن حقوقه المالية، بل إنه، يرفض حتى أنْ يوضع اسمه على غلاف أي ألبوم، من ضمن لائحة أسماء الشعراء، كاتبي أغانيه، فقد وهب نفسه وشعره ونصائحه، لأجل إسعاد الاخرين، ولأنه حفيد الشيخ ‘ أحمد المزوغي ‘ الذي حفـّظ والدي القرآن، فهو يغار على سمعة جدّه.

 أقصى وأبسط أمنية، يتمناها هذا الشاب، ويمكن تحقيقها، هو أنْ يرى نافورة في بنغازي – ليست نافورة القروض، التي لم أجد لها مثيلاً، سوى نافورة ميدان الشجرة الصدئة، التي لم تشتغل إلا ليومين فقط، وجعلت منا مهزلة البلدان، أمام زوّار المدينة من الأجانب – فهو لا يرى الراحة في المال، بل في راحة البال – ولكن نافورة مائية، يبرد رذاذها وجوه الكادحين، مثل ‘ محمود القوبو ‘ وغيره، وأنْ يرى دور عرض الخيالة، تفتتح أبوابها من جديد، ولكنه يشترط، أنْ يُستبدَل اسم سينما النصر الكائنة في الفندق البلدي، باسم سينما الأهلي، وسيطلب من جمهور الأهلي كله، الدخول إليها، لتعوضهم عن ناديهم الزيتوني المهدوم، وبذلك يكون قد أسهم في دعم قطاع الخيالة في بنغازي، وقام بواجبه الوطني، على أكمل وجه، كما يشترط، أنْ يُمنع ‘ عبد الله بطاطا ‘ من الدخول إلى دار عرض الهلال الكائنة بالبركة، وسيسعد أيما سعادة، لو شاهد الأرجوحات (الدراجيح) في الحدائق العامة، بما فيها حديقة شارع بومدين، وفاءً لأستاذه الشاعر والمطرب ‘ السيد بومدين ‘ ولكي يلهو بها أطفال صديقه الغيّاط ‘ مرسال ‘ فـ ‘ باسط ‘ غير متزوج.

أحبّ ‘ باسط ‘ لأنه لا يتاجر بالمياه، فهو لا يبيعها في مقهاه، ويرى في ذلك عملاً غير صالح ولا وطني، مع أنه اشترى ثلاجة بسعر سبعمئة دينار، ليحفظ فيها الحليب، وما يحتاجه من مواد تخصّ المقهى فقط، ويضع فيها أيضاً كأساً ذهبياً مائياً، ينكّهه كل صباح،  بأوراق نبتة (اللونطة) – التي تزرعها أمه ‘ خالتي سعيدة ‘ في بستان بيتهم، تلك الليبية الأصيلة، التي قالت في لمة انفاس، ذات مرة : ‘ شان زماني.. انكني لبست خبخب الجلابيب السود.. وسيّبت جردي الأبيض ‘ – لعابري السبيل، كما أنني أحبّه، لأنه جعل من مقهاه، مجلساً لدراويش وامهبلة حي البركة وما جاورها، ومن مشروباته الساخنة، سبيلاً لهم، فهو لا يأخذ منهم ثمنها.. فتجد عنده الدراويش ‘ اسلومة ‘ و’ هاشم الزلمي ‘ – فهو لا يُميّز بين دراويش ليبيا، ودراويش الإخوة العرب، ويرى أنهم كلهم أحباب الله – وغيره من دراويش السبالة، الذين يستبرك بهم، لدرجة أنه يدللهم.. أذكر مرة، أنّ الدرويش ‘ هاشم ‘ طلب منه (مكياطة) وعندما أعدها، ونكـّهها له بماء الزهر، ردّها عليه ‘ هاشم ‘ وطلب من ‘ باسط ‘ أنْ يضيف إليها، اللوز والفستق والكاجو الخاصة بالسنترافيش، فلم يُمانع ‘ باسط ‘ لطيبة قلبه، وحقق له رغبته، مع أنه يحرم نفسه من المكسرات، وبعد أنْ اطمأن عليه، جاءه درويش آخر، وطلب الطلب ذاته، وخرج بعدها ‘ باسط ‘ مسرعاً إلى محل مجاور، ليستدين له – على حسابه الشخصي – علبة تبغ يحتاج إليها هذا المسكين.

أحبُّ ‘ باسط ‘ لأنه في يوم ما، قام أحد التافهين بصفِّ الـ(موتورسيكل) خاصته، أمام مقهاه، فخرج إليه، وأمره بأنْ ينقله بعيداً، وإلا حطمه فوق رأسه، هو لم يقـُم بذلك، كما يفعل الآخرون، الذين يرون في توقيف المركبات أمام محالهم، تعطيلاً للرزق، لكنه لا يحبّ التافهين.. أحبّ ‘ باسط ‘ لأنه يمنح أشعاره بالمجان لأصدقائه من العرسان في أفراحهم، ومن ضمنها هذه القصيدة الشعبية، التي تغنى بها ‘ احميدة بونقطة ‘ في فرح ‘ حسن ‘ رحمه الله، وهو شقيق ‘ كلوبة ‘ ثم أعاد هذا المطرب، تقديمها في حفلة بنادي النصر، بعد حصوله على دوري السلة، مما سبّب في أزمة حادة بين هذا الشاعر وذاك المطرب، فتدخل أصدقائهما، لإصلاح ذات البين بينهما، فقد حُرموا من إبداع هذا الثنائي، طيلة فترة قطيعتهما التي طالت، ويريدون من ‘ باسط ‘ أنْ يوافق على غنائها في فرح ‘ احجيبة ‘ فأخبرهم ‘ باسط ‘ بأنّ ‘ احميدة بونقطة ‘ زجّ به في موقف صعب، سيُحسب عليه أياماً وسنواتٍ طويلة، ولا يمكن محو هذا العار، المُتمثـّـل في هذه الخيانة العظمى لناديه (الأهلي).. وبعد مفاوضات غير مباشرة ومكثفة، قام بها الأصدقاء، التي تزعمها ‘ أحمد ويكة ‘ غفر ‘ باسط ‘ للفنان ‘ بونقطة ‘ نقطته السوداء، التي نكتت في قلبه، الأشبه بالنقطة السوداء التي تحت عين ‘ بونقطه ‘ ولكنه طلب إليهم، أنْ يأتوه بتعهد رسمي ومكتوب من ‘ احميدة بونقطة ‘ بألا يعود إلى فعلته الأولى، وإلا سيتركه ويتعامل مع النجم الشعبي الصاعد أيامها ‘ إبراهيم الصافي ‘ فوصله تعهد رسمي من ‘ احميدة بونقطة ‘ هذا نصه : ‘ سامحني يا ابسوطة.. أنت أحسن شاعر تعاملت معه.. أنت نزيك وامصوط.. امصوط على ظهرك بصياط الحب والأناقة والصياعة البنغازية الأصيلة.. هذا مش رأيي أنا بس.. لكن هو رأي حتى أستاذنا الفنان البركاوي المشهور شادي الجبل.. والله معش انديرها ‘.. فوزع ‘ باسط ‘ المشروبات الساخنة على كل من كان في المقهى، وأكواب الـ (سنترافيش) على شبابات وعجائز المنطقة، اللأئي لم يتركنّ الجرود، ومن ضمنهن أمه وأمي وأم العريس احجيبة، في بيوتهن، وعلى حسابه الخاص – وأصبحنّ ثلاثتهن، وداء السكر قد ارتفع عندهن – ولم يأبه لأخيه ‘ رجب ‘ القرقضاوي (جاءت من القرقضة) الذي قد يحاسبه على ذلك، فتغنى ‘ بونقطه ‘ بهذه الأغنية في فرح ‘ احجيبة ‘ بعد أنْ (مسّى) على الناس الحلوين، وعلى رأسهم ‘ باسط ‘  وسكان شارع العيساوي والبركاويين والمواجير والسحساويين :

 ( قصيدة : دروبي عوجة)

كيف نوصلك ونا دروبي عوجة

و بيني وبينك يم راقي موجه؟

( 1 )

دوب ايواطي

يا دوب دوبه مركبي متواطي

وين المراسي؟ وين نلقى شاطي؟

و لوين ما نعرف خذاني موجه

بين يم راقي بين موج ايلاطي

تاه مركبي صاعب عليه اخروجه

( 2 )

منكسر مصباحي

و ليلي طويل وشين كيف صباحي

و الشوق جاورني سكن مطراحي

و الدمع ملو العين فايج فوجة

كسير الجوانح طحت شين اطياحي

اللي ايحب ويفارق الصبر ايحوجه

( 3 )

دليلي حاير

كيف نوصلك يم العيون بحاير؟

و نا الياس كادني وجاني زايد

بجيش وكتايب خيلها مسروجة

طرالي كما ورد الربيع الناير

طاح م العلالي وانكسر قروجه

( 4 )

النار في جوفي

و شوق وحنين وياس زايد خوفي

كما طير يزاوى على الهفهوفي

بردان جن عنا ابعاد ابروجه

لا عاد صاحب لا قلب عطوفي

بكا دمعتا بالحزن جت ممزوجة..

إذاً ‘ باسط ‘ لا يرى فائدة ترتجى من الـ ( موتورسكيلات ) طالما أنّ دروب بنغازي عوجاء، أنا لا أحبّ ‘ باسط ‘ لأنه يحبني، ولا يحبّ نفسه، ويؤثر الآخرين عليها، ولأنه في الثمانينيات، كان يُفضّل لاعب نادي الأهلي ‘ رمضان البرناوي ‘ على لاعب نادي النصر ‘ فوزي العيساوي ‘ مع أنّ ‘ البرناوي ‘ كان لا يقوم بأي جهد في المباراة، سوى أنه يقف داخل منطقة الـ (18) ياردة، فترطدم الكرة برأسه، وتعاكس حرّاس المرمى.

_____________________________________

*: لقب لم يكـُن مألوفاً، وشاع بين الناس في التسعينيات، تجد من يُنبَز به في أيِّ حي، من أحياء بنغازي.

مقالات ذات علاقة

جزء من رواية (الكائنات)

الصديق بودوارة

من رواية ”الأطياف الناطقة“

خيرية فتحي عبدالجليل

مقطع من رواية جاييرا

سراج الدين الورفلي

تعليق واحد

مجهول 14 أكتوبر, 2012 at 14:14

زعما شن صار فيك بعد الحرب قاعد حي وله استشهدت

رد

اترك تعليق