سيرة

عاشق السندبادة

1

كيف عرفت الشعر

وأدخلني محرابه؟

في عينيك رأيت طفولته وشبابه

واستفتحت فكانت بسمتك اللا توصف

-إلا في حلمٍ لي- بابه..

كان (فندق الصفوة) ملتقانا شبه اليومي، الذي يجمعنا به. كان اللقاء في كل مرة مختلفاً، نقترح مواضيع للنقاش، نلقي نصوصنا، نتلقى الملاحظات، وهكذا.

وعندما كنت أطلب الإذن للمغادرة، باكراً كالعادة، يودعني وهو يبتسم، بجملة صرنا نحفظها عن ظهر قلب.

ما كان يعجبني فيه، أنه لا يجامل في الأدب، فإن كان نصك لا يستحق الاحتفاء، فلن يجده، وإن احتجت النصيحة، فستجدها وبشكل كبير، وعندما تشرق إلماعتك، أو تبهر صورتك الحضور، ستجده مغمض العينين مستمتعاً. وفي ظني؛ إنه استفاد من صحبتنا نحن الشباب، وقتها، أكثر مما استفدنا من حضوره.

أذكر يوماً لقائي به بعد عودته من أحد الملتقيات الأدبية، أظنه في البحرين، يومها شد على يدي، وقال لي: شكراً.

فرددت: على ماذا؟

فتابع: عندما استلمت حقيبة الملتقى، وجدت ضممن المنشورات، منشوراً تعريفياً بالشعراء المشاركين، وكان ثمة تعريف بي، إضافة إلى نص. فاستغربت كيف وصلتهم هذه المعلومات، وعند سؤال اللجنة المشرفة، أجابوني: عن موقع بلد الطيوب.

لنصه الشعري ألق خاص، وقدرة على الإبهار والتسلل للقارئ، ومنحه شحنة عاطفية عالية الفولتية. روحه العالية الشفافية، تذكرني بالصوفيين، وكيف لا وهو يرسم الخيال يقيناً، وعندما وجد السندبادة، رحل معها.

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%a7%d8%b9%d8%b1-%d9%84%d8%b7%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%84%d8%b7%d9%8a%d9%81

2

إني أستقبلك الآن ..

بابي مشدوه

كلُّ نوافذِ بيتي مبتهجة..

لا ضير، فثمة عطرٌ ما..

مهلاً…

سأبرر بعض الفوضى:

هذي الأشياء ارتاحت..

هذي قلقلة..

هذي لا تخضع للترتيب.

ولد الشاعر “لطفي عبداللطيف”، واسمه الحقيقي “عبد الّلطيف سليمان حسين بن علي رجب”، بتونس في الـ20 من أكتوبر للعام 1942، وفيها درس حتى الإعدادية، تعلم القرآن والفقه وعلوم اللغة على يد جده لأمه “الحاج محمد بن سعد شلبي”، أستاذ بجامعة الزيتونه، ووالده معلم قرآن كريم بمدينة مصراتة. في العام 1960، عاد صحبة والده من المهجر إلى ليبيا.

تعلقه بالآداب والفنون، دفعه للانتقال إلى الإذاعة بمدينة طرابلس ليتصل بعد ذلك بمختلف المؤسسات الصحفية والأوساط الفنية والأدبية ابتداء من سنة 1962، وفي نفس السنة أنشئت الجامعة الإسلامية في ليبيا، فعين مدرسًا مؤقتًا بمعاهدها الوسطى، ومنتسبًا للدراسة بكلية اللغة العربية بها، وبعدها دفعه حب العمل الصحفي إلى الاتجاه للدراسة بفرنسا للتخصص، فالتحق بدورة استزادة في اللغة الفرنسية بالمعهد الثقافي الفرنسي في طرابلس… ثم في مؤسسة لغوية بمدينة “ليون” ليلتحق بعدها بمعهد “اللوفر” لتأهيل الصحفيين بباريس وحصل على دبلومه عام 1971، عين إثر ذلك سكرتيرًا لتحرير مجلة الفكر الثوري لبعض الأعداد حيث رأت وزارة الإعلام والثقافة تعيينه مديرًا لأول مركز ثقافي ليبي في تونس، ثم توالت إدارته للعديد من المراكز الثقافية بأفريقيا ومنها السودان وموريتانيا إلى أن تم تعيينه سفيرًا لليبيا بغينيا كوناكري. إضافة للشعر، كان للشاعر مشاركات مسرحية وإذاعية وتلفزيونية.

توفى الشاعر “لطفي عبداللطيف” بتاريخ 12/4/2006، بعد صراع مع المرض.

صدر له:

1- أكواخ الصفيح، طرابلس: دار مكتبة الفكر، 1965م.

2- الخريف لم يزل، طرابلس: دار مكتبة الفكر، ذ967م.

3- حوار من الأبدية، طرابلس: دار مكتبة الفكر، 1969م.

4- دمعة الحادي، تونس: الشركة التونسية للتوزيع، 1975م.

5- قليل من التعري، مصراتة: الدار الجماهيرية، 1999م.

6-عيناك صورة للصدى، تونس: الدار العربية للكتاب، 2004م.

7- قراءات في كف سندبادة، بنغازي: مجلس تنمية الإبداع الثقافي،2004م.

وتناقش بجامعة القاهرة رسالة للدكتوراه تحت عنوان (الأداء الفني في شعر لطفي عبداللطيف)، كما يعتزم الفنان “خالد لطفي” وهو ابن الشاعر تجميع نصوص واله لنشرها في ديوان شعري.

______________________

الشكر للفنان “خالد لطفي” الذي أمدنا بهذه المعلومات، والصور.

نشر بموقع إيوان ليبيا

مقالات ذات علاقة

للتاريخ فقط (30) والأخيرة

عبدالحميد بطاو

شاعر الكلمة .. عاشق الوطن.. رجب الماجري

رامز رمضان النويصري

محاولة القبض على سيرتي الأدبية!؟ (22)

حواء القمودي

اترك تعليق