قصة

عنْـــها

وبعتني مرة… ومرة… ومرة، صرت عكازك تتكئ عليه ذنوبك، تنفخ به جيوبك، وألملم أنا الهزائم.. حشرجة، اغتيال صِبا.. ورجل (يسحر القمر) يحرمني الذرية، وآخر أحرمه وما بيدي ما أمنح، ضفائر يطلبها الشعراء ومهر تطلبه….

أعضُّ يوماً حَمَلتِني عالياً ورَميتِني، وما شفع لي صراخُ أمي.. وأبصقُ آخرااً أتدحرج فيه عن الرّاحلة، تبتعد النوق، يلْتقطني السيَّارةُ قبل أن تلْتهمني الضواري.. لا يعلمون أنكِ من سيلتهمني؟!.

زوج ثالث ورابع.. في يباسي انتفاخك وفي الفاصل.. لا فسحة أتنفسها، لا بيت، لا أغدو، لا أروح.. ليس لي سوى أن أمسح حذائهُ وأزرارهُ، إن لم يرى فيها (وجهه) لكمني.. يده وحشية.. سِرٌّ منك.

في صدري شيء تيبَّس.. لا ينقبض، لا ينبسط حينما يحملني هودج نحو احتراقٌ آخر.. ألعنك منهُ مرة.. طفلةٌ فزعت حينما أحاطوها يُطبِّلون ويزعقون.. قريناتها يتسللن متهامسات.. تطلقهن الأيام نحو رملٍ ساخنٍ يركضنَ فيخ حافيات.. وحدها يُشدُّ وثاقهوا غليظاً نحو مجهولٍ لن تحبه.. منذ يوم عقلْتني فيه.. أكثرت اللعب تحت الشمس اللاهبة، فألهبت (طبابيع ومطارق) الإبل.. حينما احمرَّت غرزتها في الجسد النحيل، دحرجته بين حمى النار، وحمى النار.

لمَّا نجوت من كل تيكَ الحُمّيَّات.. لتفرين شعثاء حافية من ذات الدرب.. درب الـ:

خلوه يمشي مقيد

يدور زهى قايداته

هذا سيده موصيه

على كامل الزين هاته..

29.05.2003

مقالات ذات علاقة

قصة أحدب القرية

المشرف العام

متلازمة السعادة

صفاء يونس

الرصيف.. والمطر

رمضان أبوخيط

اترك تعليق