كنت كما لم تحب أمي
قدح حب مقلوب على فمه
تركض أغنيتي في عروق المتاهة
لم تكن للجمال سرة تقطعها وثبتي
فغادر مراَ كما ألفاه “العابر الهائل”
لكنني اهتديت…
إلى القلب الصغير الذي يخفق على حواف اللهيب
وعندما ثقبت نبضه المنتحب
غادرتني رفوق المسرات الفاسدة
كنت كما لم تحب أمي
متاحا، كشهوة دانية
كان كل شيء لي في ذلك المأتم الأخضر
من أجلي تتفصد مسام الكلام
وتنزعج بصيرة العنب من كأس على يسار النشوة
كنت كما لم تحب أمي
تطوف فراشتي حول جيد قصبك اللامع
أرقبك برخاء شهي
وأنت تغلقين دائرة الوقت بشفق قبلة…
أتأمل جدول الاشتهاءات الصاعد إلى أسفل…
كنجمة تكمل رفيفها في سكينة ضارية
كنت كما لم تحب أمي
مغرما بأزهار الحافة
أفتش عن خطوي خارج النساء
لكني نسيت الحوت قرب فؤاد فارغ
فاتخذت سبيل الغواية
أنا الرجيم الضاج بالمناخ المجهول
أقلب السرور العفوي تحت ظلال سكري
تنادمني شياطين ذلولة
تقشر ما تبقى من لحاء آدم
كنت كما لم تحب أمي
عاشقا من خزف الوجد
تحطمني نسمة أخلت بالهبوب
مدمنا على الجثو على ركبتي قلبي
ما يزال حزني في بريقه القديم
لم تشربه المنافض..
وبكائي سحابة من نهود القصائد
هذا فمي .. حالة حارقة
وآهتي ثقاب الأصابع
أهز أغصانك الجديدة
وأدور في فلك الاشتهاءات
كدرويش يسافر خلف “بنديره” الصاخب
سأهصرك في قبضة روحي
عند صفر الحريق
وأترك اللهب يتهجى بقية الملامح
لموتك المضيء