• يا سمير… ياصديقى
هم المرضى.. لا اْنت. انت اكبر منهم ومن المرض. سعدت جدا عندما اتانى صوتك الحبيب عبر الابعاد.. من تونس. صوتك كان قويا ومتفائلا وشامخا مثلك.. مثل ليبيا. اصرارك رائع رغم المعاناه فى الكتابه والمشاركه وحمل هم الوطن فى قلبك الكبير. صوتك الحبيب كان انيسا ومؤنسا لى فى هذه اللحظات التى تمر بها بنغازى ويمر بها الوطن. وسوف لن يمروا ياسمير.. ياصديقى.
لقد حلمنا معا ومانزال. بوطن جميل.. وحملنا هذا الهم منذ سنوات. هل تتذكر حواراتنا ونقاشاتنا الرائعه فى مكتبك بطرابلس فى عز ايام معمر. كنا نحلم ونتوقع باْن الطغاة لا يستمرون.. ولا يمرون عبر التاريخ الا كما يمر التائهون الحيارى. كان مكتبك وكان النقاش وكنا نقول معا سياْتى يوم قريب تتعدل فيه الامور. وسيحترم فيه الرواد وبناة الدوله وواضعى الدستور واسس الشرعيه. وتحدثنا بعد ذلك الى الناس فى اوقات كثيره عن ذلك.. ولكن زمار الحى لايطرب.
ياسمير… لقد تنكبوا الطريق وارتبكوا.. قفزوا على تاريخ الوطن وتنكروا لرجاله ورواده. وهذه هى النتائج المؤسفه والمحزنه. ولكن ياصديقى.. ليبيا تنهض رغم الرماد والادخنه.. ليبيا قادمة فى الطريق. وصوتك سيظل شامخا وشجاعا مثلك.. وهم المرضى.. ياسمير ليس غير!!
(بنغازى 16.11.2014)
• اللغه المتجدده
هل تعرفون قاموسها الخالد عندنا الذى لم يتغير؟ هاكم بعض منه. فى السنوات الماضية تكررت مفرداته طوال النهار والليل.. رجعى. ذيل. منافق. وصولى. متسلق. جبان. سراق. حزبى. خائن. عميل. خفاش. البارك. مربط الحمير. خنازير الجزيرة. انتهازى. كلب ضال. جرذان. مريض. معوق للتحول. زحف. شنق. دوس بالاقدام. تصفية. قطار الموت. الحاج عمر. رقاد الارياح. قلال الوالى. الانبثاق. الانعتاق. التحريض. الترشيد. التفسير. التوجيه. التجييش. التثوير. التفعيل. الجمهره. الحر السعيد………. الى اخره.
ثم………. الطاغية. ازلام. مرتدين. كفره. تفخيخ. تفجير. استيقاف. تكبير. ساحات. ميادين. حرائر. نشطاء. محاورون. التفاف على الثورة. عملاء. طغاة. مليشيات. عصابات. خطف. اشتباكات. بوابات. مواجهات. ذبح. سلخ. سحل. كتابة على الجباه. سجون سرية. محاورات. هلت. وبالتالى. دم الشهداء. ارفع راسك فوق. عسكر سوسة. اجندة خارجية. صاد شين. والبقية تاْتى…………. الى اخره.
• قال الشاعر
هناك ناس تلقى ناس تنطاعلها………… وهناك ناس فى حالة جفا من هلها…
سيف النصر عبدالجليل
• … وقال اخر
هناك ناس تبقى ناس ديمه ديمه…. وهناك ناس يظلمها الخير ظليمه.
• … واحمد رفيق قال
كنا نقول عن الطليان ظلام… وكلنا فى فن الظلم طليان.
• من المضحكات
حصل جدب شديد ذلك العام. لم تنزل المطر. هرع الاهالى لصلاة الاستسقاء فى ارض براح. نظم الامام الصفوف ثم ساْلهم قائلا… تبوها عادية والا تبرورى؟!
• حكاية النار
ولما كان يحمل على الكارو حزما ضخمه من العيدان والقش.. رمى بعقب سيجارته وطارت مع الريح الى الخلف. كان بها بقايا لهب. اشتعل القش مع العيدان. صارت الحزم نارا. كان يسير وينخس الحمار ولم ياْبه بما حدث… صاح فيه من راْى المشهد محذرا: “النار.. النار!”… رد ملوحا بقبضته اليمنى دون ان ياْبه ايضا: “الدم.. الدم!!”…
• الرجال
عصر الرجال على مايبدو ينقضى ويمر بسرعه. الرجال الحقيقيون الناهضون مع الشمس المؤمنون بالحرية. محمد احمد محجوب احد الذين صنعوا تاريخ السودان الحديث مع اسماعيل الازهرى وعبدالله خليل وغيرهما. كان صاحب دور كبير فى احداث السودان والمنطقه العربية وافريقيا فى منتصف القرن العشرين. رجل محام امن بقضية الحرية.. بقضية شعبه وسياسى وشاعر ومثقف. لكن عصر الرجال فى كل مكان ينقضى بسرعه.. الباهى مايدومش. يزول بسرعه فى كل الاصعده.. لايستقر ثم يطفو على السطح اشباه الرجال فى العالم كله وليس فى المنطقه وحدها. انظروا الى الكوارث وكيف تحدق بها وليس ثمة رجل حقيقى عاقل يكبح جماح البلاوى.
عصر الرجال يتنكر له الاخرون. ماحاجتهم اليهم والوطن.. اى وطن.. يفقد رجاله الكبار والعقلاء فى متاهة الدروب المسودة. يبحث عنهم فى لحظات الضياع ولايجدهم. وتضيع امام خطواته الطريق. الطريق التى تحتاج الى رجال. والرجال مافيش!!
محمد محجوب سياسى جمع بين الشعر والوزارة ورئاسة الوزراء مثله مثل عبدالمنعم الرفاعى فى الاردن وعبدالحميد البكوش فى ليبيا وقديما البارودى وغيرهم. محجوب المحامى والعربى والافريقى المعتز باسلامه وبسودانه والسجين السياسى عدة مرات زمن العسكر وصاحب التجربة. جده لاْمه عبدالحليم مساعد احد قادة ثورة المهدى هناك على ضفاف النيلين اواخر القرن التاسع عشر. لم ياْت الزول من فراغ لم يتاجر بوطنيته.. بسنوات سجنه ولم يفاخر بعذاباته. كل شىْ كان لوطنه. عاش فى عصر الرجال. الذين يحبون اوطانهم ولا يبيعونها بثمن بخس. كان شابا فى لندن يتابع قضيته الوطنية وتعرف هناك على نكروما وكينياتا وريتشارد رايت. واستفاد وافاد. يقول (ان الحاجه تدعو الى ايجاد مثل جديده وواقعية كنقاط انطلاق نحو المستقبل. اعتقد ان افضل المثل الواقعيه من اجل الاجيال الطالعه.. هى التضامن الوطنى والاستقلال الوطنى والديمقراطية والانضباط الاجتماعى). رجل مثل هذا تفتقده اليمن. كان وراء حل ازمتها وانهاء حربها الاهليه عام 1967 وسعى لمؤتمر الخرطوم ونهض ببلاده وعرف اصول السياسة. دعا الى الديمقراطية وحذر من النقيض.. الديكتاتورية وانتكاسة الاوطان جراءها ونزف شعره وطنية وغزلا من دمه.. من قلبه.
زار ليبيا خريف 1968. صديقه البكوش. التقيا شعرا وسياسة. العرب ينسون رجالهم وسط الحروب والمدافع والقات والخناجر والتطرف وكل الامراض ويبدو انهم لم يعودوا قادرين على انجاب الرجال. ماحاجة العرب بهم.
السياسة والشعر والثقافة والاصول الان تغيب عن المنطقة.. وتفترق ولا تلتقى.
يعيش المدفع والقات!!
• حكمة قديمة
حين وقعت الفتن…….. وقع الوطن!!
• ادريس السنوسى
كان مواطنا بسيطا من شحات اسمه ادريس السنوسى. كان حريصا على حضور جلسات المؤتمر الشعبى. يناقش ويناكف ويعاند.. دون جدوى. كان بسيطا.. وكان شجاعا ايضا. يعرفه الجميع بنوادره ومناكفاته. ذات مرة طرح القذافى سؤالا للمناقشة من قبل الليبيين فى المؤتمرات الشعبية مفاده.. (ماذايريد اللليبيون؟).
كان يوما عصيبا والجلسة طويلة فى شحات تحت ظلال الصنوبر والسرو. كان امين المؤتمر يحاول تفادى المناقشة من قبل ادريس السنوسى.. لكنه بكل شجاعة التقط الميكرفون وصاح قائلا: من القرد الذى وجه هذا السؤال. “ومعمر سلم لنا السلطة والثروة والسلاح”…
عاش ادريس السنوسى
______________
نشر بموقع ليبيا المستقبل