عبدالله علي الأقزم
تحلَّلَ الكونُ في روحي فلم أرهُ
إلا إذا منكِ للتحليقِ قد عادا
بيني و بينك في أمريْنِ لم يصلا
إلا إذا صرتِ للأمريْنِ ميلادا
و ذلكَ القلبُ لمْ يخلقْ جواهرهُ
إلا إذا نالَ مِن عينيكِ ميعادا
ماذا سأفعلُ في لحنٍ أردِّدُهُ
إنْ لم يعشْ فيكِ ترديداً و إنشادا
حملتُ كلَّكِ للأزهارِ فانتعشتْ
و كلُّ حرفٍ لها قد نالَ أمجادا
و أنتِ مِنْ شهرزادٍ كنتِ زارعةً
في داخلِ الحبِّ بعد الحبِّ أوتادا
و أنتِ ليلى التي مِنْ نور قافيةٍ
و ما لغير الهوى تزدادُ إرشادا
و أنتِ مِن حبِّكِ العذريِّ وافدةٌ
على القراءاتِ آفـاقـاً و أبعادا
و أنتِ مِنْ لغةِ المريخِ باعثةٌ
لذلك الحبِّ أموالاً و أولادا
ماذا سأفعلُ في حبٍّ يُوزِّعني
إن لمْ أكنْ فيكِ للتوزيعِ إعدادا
ستخرجُ النارُ مِن نبضٍ يُسابقُني
إليكِ في الحبِّ فرساناً و أجيادا
سيخرجُ الأملُ المنشودُ مِنْ دمِنا
لذلكَ البوحِ بعد البوحِ إمدادا
تبلَّلَ الحبُّ مِن عينيكِ سيِّدتي
و كلُّ قطرٍ غدا للحبِّ ميلادا
و كلُّ قطرٍ يُصلِّي بين أحرفِنا
يحلو وإن شبَّ في الضديْنِ إجهادا
و كلُّ جزءٍ بذي أجزاءِ ملحمةٍ
من دونِ نقطتِهِ في الحبِّ ما عادا
و كلُّ نصٍّ إذا فاضتْ حرائقُهُ
في بحر حبِّكِ يأبى فيهِ إخمادا
19/8/1436هـ
6/6/2015م