اجتمع رئيس الهيئة العامة للإعلام والثقافة والآثار، عمر القويري، السبت بالفنانين والأدباء والإعلاميين بمدينة بنغازي، في المسرح الوطني، وأبدوا ملاحظاتهم بشأن الوضع الحالي في المدينة وموقف المثقَّفين والفنانين.
وقالت الصحفية، وفاء بوجواري، لـ«بوابة الوسط» إنَّ الاجتماع بدأ بكلمة مقتضبة للقويري أوضح خلالها أن الهدف من هذا الاجتماع هو خلق تواصل وتعارف بينه وبين مبدعي بنغازي في كافة مجالات الإبداع، فاتحًا أمامهم المجال لتقديم مقترحاتهم وشكواهم وكل ما يعتريهم من عراقيل. وتابعت أنَّ القويري وعد بالسعي لإيجاد الحلول لكل المشاكل والصعاب.
فيما ألقى مدير مكتب الثقافة بنغازي، محمد المسلاتي، كلمة رحَّب فيها بالقويري، شاكرًا له بادرته ووقوفه مع مبدعي بنغازي لخلق جو مناسب يُمارس من خلاله المبدعون نشاطهم، وفق قوله.
مشاريع معطّلة
وتوالت بعد ذلك المداخلات من قبل الحضور، بدأها الفنان، سعد المغربي، داعيًا الهيئة إلى متابعة المشاريع الفنية المعطّلة والاهتمام بالمسرح في بنغازي.
وأكَّد الفنان أبريك درباش ضرورة الاهتمام بحقوق الفنانين، معاتبًا رئيس الهيئة كونه جعل الحضور ينتظرون لوقت طويل، قائلاً إنَّ حضور الفنانين لهذا الاجتماع «ليس تسوّلاً من أجل المطالبة بحقوقهم».
وأشار الصحفي بجريدة «برنيق»، خالد المجبري، إلى ضرورة الاهتمام بطباعة الجريدة، والعمل على إقامة معرض بنغازي للكتاب ومهرجان أدبي يخص بنغازي بعد تحريرها.
وأبدت الشاعرة رحاب شنيب العديد من الملاحظات حول تقصير الهيئة في أداء دورها بالشكل المطلوب.
غياب المهنيّة عن القنوات
وقال الإعلامي توفيق قادربوه: «حتى الآن لا توجد قناة تحمل المعايير التي تدفعنا للعمل بها»، مؤكدًا ضرورة أنْ يكون للإعلاميين مادة دستورية تضمن حقوقهم.
وأوضح الفنان خليفة فرج عدم توفر عنصر المصداقية في القنوات الموجودة حاليًا، داعيًا الهيئة إلى مراجعة كل ما يعرض عبر هذه القنوات وتقييمها، كما أكَّد ضرورة متابعة العقود التي أُبرمت بين الفنانين ووزارة الثقافة، من خلال «مشروع بنغازي عاصمة الثقافة الليبية».
ونبّه الفنان إبراهيم نجم إلى ضرورة الاهتمام بالفنانين بشكل خاص، ممن يمرون منهم بظروف صحية ولم يلاقوا الاهتمام من الجهات المعنية، ومنهم الفنان فرج الربع.
وقدَّم الإعلامي جمال محمد ملاحظاته ولومه على الهيئة في تقصيرها في حق الكوادر والخبرات القديمة، والتي ظلمت في السابق وحاليًا، بحسب تعبيره، إضافة إلى ملاحظاته حول المواد التي تُذاع عبر القنوات الموجودة حاليًا، خاتمًا مداخلته بضرورة دعم فرع الإذاعة في بنغازي.
مهرجان في بنغازي
ولمح الفنان ميلود العمروني إلى أهمية إقامة مهرجان في بنغازي، على غرار مهرجان بنغازي للفنون، والذي أُقيم عام 2012، وحقَّق نجاحًا باهرًا، متمنيًا أن يقام بشكل محلي ومن ثم على المستوى العربي، مضيفًا ضرورة استحداث معهد للتمثيل والموسيقى والاستعانة بذوي الخبرة والكفاءة.
وقالت الشاعرة عائشة بازامة إنّه يجب تحقيق الحسم الفكري، بعد تحرير بنغازي الحسم الذي تعنيه ضد التفجيرات الفكرية، مؤكّدةً ضرورة خوض المعركة الثقافية، وتابعت: «وأنْ نشكِّل جبهة لمواجهة الإعلام المضاد فقنواتنا باتت تأتينا بوجه غير ليبي ومُتابعة مخطوطات الأدباء في مدينة طرابلس لكي ترى النور».
وأشار الشاعر نعيم الزوي إلى تعرضه للظلم جراء قصيدتين من نظمه، وفق قوله.
وأبدى الشاعر خالد المغربي دهشته من أنَّ الجميع كان مجاملاً لوزير الثقافة السابق، الحبيب الأمين، بينما الكثيرون يتحدثون الآن عن «ملاحظات في حقه».
ليس إعلامًا
وتساءلت الشاعرة مناجي بن حليم: «أين الإعلام؟ ما يوجد حاليًا ليس بإعلام». وأشار الفنان ناصر الأوجلي إلى أنَّ شباب المسرح الوطني هم من دافعوا عنه وحموه.
ودعا مدير المسرح الشعبي، الفنان رافع نجم، إلى الاهتمام بالمسرح الشعبي كونه تعرّض إلى الدمار في بعض أجزائه لوقوعه في منطقة اشتباكات، مشيرًا إلى أنَّ المسرح أسهم في حرب التحرير بإيوائه لعناصر مشاة البحرية.
وسجَّلت الشاعرة عزة رجب ملاحظاتها حول ضعف القنوات الإعلامية، مؤكِّدةً أنَّ الوجوه التي تحاكينا من خلال هذه القنوات لا تُمثِّل الوطن ولا يمكن أنْ تكون واجهة لليبيا، وفق قولها.
وندَّدت بضعف الخطاب الإعلامي للبرلمان، كونه لا يعكس الحقيقة والواقع.
وقال الكاتب الصحفي، محمد المعداني، إنَّ «الكاتب والأديب الليبي لا يمتلك أبسط مقوّمات العمل الإبداعي»، داعيًا إلى ضرورة دعم كل المبدعين.