الطيوب | متابعة وتصوير : مهنَّد سليمان
أقيم على مسرح المعهد العالم لتقنيات الفنون بمدينة طرابلس حفل تأبين الإذاعية الليبية الراحلة “كريمة محمد المازوزي” مهندسة الصوت بقسم التشغيل المسموع بإذاعة ليبيا الوطنية، ونُظِّم الحفل بحضور مجموعة من الإعلاميين والكتّاب وأصدقاء الراحلة حيث تولت الإعلامية “فريدة طريبشان” إدارته وتقديمه، وذلك مساء يوم السبت 17 أغسطس الجاري، الجدير بالذكر أن المازوزي قد وافاها الأجل المحتوم بتاريخ 3 يوليو المنصرم بعد صراع مرير مع المرض لم يمهله الكثير.


كريمة المازوزي والإخلاص المهني
وشارك عدد من الإذاعيين والأصدقاء في تأبين الراحلة بكلمات تأبينية استهلهم المذيع “أحمد المهدي عمران” الذي لفت إلى أن الحديث عن مسيرة كريمة المازوزي ذو شجون فالكلمات التي تقال في مثل هذه المناسبات تظل قاصرة عن التعبير عما تجيش به الأفئدة والقلوب من لوعة الفراق وهو إحساس مؤلم بفقدان شخصية عزيزة مما يجعل المرء منا يعجز عن جمع كل ما تمتاز وتتمتع بها الراحلة كريمة المازوزي من مناقب سامية وشمائل عالية، وأضاف عمران: أن كريمة المازوزي تمثل نسيجا في حد ذاته وخُلق رفيع وأدب جمّ وتواضع جديد فهي المخلصة في جميع ما تُكلّف به من عمل بمنتهى الجِد والمثابرة والحرص على سلامة المادة الإذاعية تسجيلا ونتاجا مع مهنية كبيرة وقدرة على استخدام أحدث وسائل التقنية الإذاعية.
الراحلة كانت محط حب وتقدير
من جهته نوه الإعلامي “عبد الرحمن محمد” أن الإذاعة الليبية برحيل كريمة المازوزي قد فقدت ابنة ورفيقة وزميلة بارّة ومخلصة فلم نر من المغفور لها بإذن الله تعالى إلا حسن الخلق على المستويين الإنساني والهِمّة والجدية والتفاني في العمل المهني، والابتسامة الصادقة التي لا تكاد تُفارق مُحيَّاها، وأردف بالقول : لذلك سنظل على الدوام نحتفظ بأفضل ذكرى عن الراحلة وجهودها ومساهماتها للارتقاء بالعمل الإذاعي والروح الإيجابية التي كانت تتعامل بها مع زملائها وزميلاتها ما جعلها محط حب وتقدير لدى الوسط الإعلامي داخل الإذاعة، تلاه الإعلامي “عزالدين عبد الكريم” بكلمة تناول من خلالها علاقته بالإذاعية الراحلة كريمة المازوزي واصفا إياها بها بالأبوية حسا وروحا حيث امتدت أواصر العلاقة لجذور عائلتها، وأشار عبد الكريم إلى أنه منذ انخراط الراحلة في العمل الإذاعي لم يعمل مع أحد غيرها سواء كان في البرامج المسجلة أو البرامج المباشرة.
دعوة إلى إطلاق اسم كريمة المازوزي على إحدى قاعات الإذاعة الوطنية
فيما أعقبه مشاركة الإعلامي”عطا الله المزوغي” بكلمة بث فيها لواعج حزنه وشجنه إزاء رحيل المازوزي موضحا بأن الفناء ليس موتا يستلّنا بقدر ماهو اغتراب يجتاح حميد خصالنا يفتك بأصيل ديننا ودنيانا بكل دهاء فأن يكون الإنسان مغتربا وجدانا وقيما ومشاعر فلا شك أنك فانٍ مخدوع ببقاء، وكريمة المازوزي رحلت إلى حيث موطئ السرور بين يديّ مقتدر عزيز، وأكد المزغوي أن هذا المحفل حلقة درس قيّمة ينبغي قراءتها بعيون كريمة، بينما شارك الكاتب والإعلامي “يونس الفنادي” بورقة بعنوان (كريمات في الدنيا..مكرمات في الآخر) إذ أشاد في مقدمة كلمته بتنظيم اللقاء التأبيني معتبرا إياه جهد يصفع المؤسسات الحكومية الرسمية التي لا تكترث لمن وهبوها عصارة أفكارهم وجهودهم، وسامهوا في بنائها وإثراء إنتاجها الإبداعي ومسيرة عطائها المهني، مضيفا بأن كريمة المازوزي ستبقى حضورا راسخا ونبضا حيا في القلوب، وصورة جميلة في ذاكرة الجميع، وسيرة طيبة بين أروقة الإذاعة وردهات ممراتها وقاعاتها، من جانب آخر تقدم الفنادي بمقترح لإدارة القناة الوطنية دعاها فيه إلى ضرورة إطلاق اسم الراحلة كريمة المازوزي على إحدى قاعاتها أو استوديوهاتها حتى تظل الراحلة حاضرة في مجريات العمل الإذاعي اليومي، كما أشارت الإعلامية “نعيمة الطاهر” في كلمتها التأبينية إلى أن الفضل الأول في نجاح رصيدها المهني بإذاعة طرابلس المحلية يُعزى إلى جهود الراحلة كريمة المازوزي عبر عدة برامج مثل بيت العيلة، والمنتدى الاجتماعي، وسفرة رمضان الطرابلسية وغيرها، وفي ختام الحفل قدّمت الإذاعية “عواطف التاغدي” درع تكريم لأسرة الراحلة وفاء لرمز التميز وإكراما لروح العطاء.


