شعر

سـاقـيةُ الـوعـد

رغمَ اختبائها في حضيض الجغرافيا

تُحلِّقُ في سماءِ مُقترَحة لِقاهرةٍ أجمل .

ساقيةُ الصاوي حكايةُ مكان وحالةُ اختِلاس ..

أن تجِدَ في متاهةِ القاهرةِ جنةً صغيرة وجميلة ..

تحتَ دوامة كباري الزمالك

وعلى تخومِ حُزنِكَ أيُّها النيلُ العظيم ..

الساقيةُ هُنا لا علاقةَ لها بالقوافي

تُشبِهُها أكثر قصيدةُ النثر ..

مِثلُها متشظيةٌ في آنٍ وملمومة ..

متمرِدةٌ مِثلُها وارستقراطية ..

لا تركنُ للراكِدِ في ثقافةِ أمس ..

تُشبِهُها كثيراً قصيدةُ اليوم ،

أن نبني من المتروكِ عُشَّاً

أن نغزِلَ مِنَ المُهمَشِ وِشاحاً

للمرأةِ التي نُحِب ..

وأن نُغني مع غرباء

أناشيدَ أُخوَةٍ سِرّية أعلى مقهى النهر ! ..

أن نعبثَ بالفلسفةِ في قاعةِ الحِكمة

مع عصفورٍ جميل .

هُنا ملاذٌ لأصدقاءِ الحُلم

بعيداً عن ثقافة المتجهمين ..

الساقيةُ يُشبِهُها في ” هون ” مُلتقى الخريف ،

وتُشبِهُ في ” طرابلس “

دار الفقيه / بيت القنصل الفرنسي

زمن الأسرة القره مانلية ..

وكنيسة السيدة مريم

الأمريكانية .. صارت داراً للرسَّام .

.. هُنا أستحضِرُ أصدقائي الذينَ هُناك ،

وعندما أجيئُكِ طرابُلس

سأدخُلُ ساقيةً أُخرى

.. يميني يبتسمُ قوس ” أورليانوس ” الروماني ،

في الجوار جامع الحارة العتيق ،

.. وقرب ميناء باب البحر

نحاول أن نمسح

تراخوما الحزن

عن عينيكِ ” أويا ” ،

يُغني لنا نسيمُ المتوسط ، وتُحلِّقُ للشِّعرِ النوارس .

القاهرة – 18 مارس 2008

مقالات ذات علاقة

أريد

سميرة البوزيدي

مـنـاجــاة

عائشة بازامة

خلود

عبدالباسط أبوبكر

اترك تعليق