طيوب البراح

أنثى إسرائيل

 

عبدا لواحد حركات

تسيبي ليفني – القائمة بأعمال رئيس الوزراء.. وزيرة الخارجية الإسرائيلية.. اختارت أن تنتقم من الفلسطينيين في غزة قبل الانتخابات وتغير الحكومة الإسرائيلية.. لأنها ليست على وفاق مع وزير الدفاع إيهود باراك، وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو.. وهي منذ بداية دخولها الحكومة صرحت بأنها لن تكون غولدا مائير الثانية، بل ستكون تسيبي ليفني الأولى.. !

ووعدت بإزالة آثار الفساد التي خلفتها حكومة إيهود أولمرت.. ليفني ورثت الحقد الصهيوني عن والديها اللذان كانا عضوين ناشطين في حركة «أراجون» الصهيونية السرية المسلحة التي ارتكبت عدة جرائم في حق الفلسطينيين من اجل إقامة دولة يهودية في فلسطين إلي جانب عصابات الهاغانا.. وقد عملت ” تسيبي ليفني ” لسنوات طويلة ضمن فرقة «بايونت»، وهي وحدة التصفية الخاصة التابعة للــموساد.. وقد أمضت سنوات العمل الاستخباراتي في فرنسا.. كما عملت كمدبرة منزلية أيضاً.. ثم انتقلت للعمل في المحاماة إلي جانب نشاطها السياسي الذي أوصلها لترأس حزب كاديما.. في هذه الفترة التحولية بالنسبة لإسرائيل.. فزعماء جيل الإسرائيليين المستوطنين الذين قدموا من خارج فلسطين رحل اغلبهم.. وقد صار على الإسرائيليين المولودين على ارض فلسطين أن يتولوا أمور السياسة الإسرائيلية، وان يحددوا موقفهم مع العرب الفلسطينيين..!

تسيبي ليفني.. ترفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلي ارض فلسطين.. ولكنها تطرح خيار الحل السلمي القائم على دولتين.. إسرائيلية وفلسطينية.. إلا أنها ترفض التعامل مع حركة حماس.. وتفضل تشديد العقوبات الدولية على إيران..!!

وجود ” تسيبي ليفني ” في الحكومة الإسرائيلية كان سبب العدوان على غزة.. فهي تحظي بشعبية كبيرة في إسرائيل لبعدها عن شبهات الفساد.. التي يعانيها اغلب زعماء إسرائيل الذين يشكلون الحكومة, وعلى رأسهم إيهود أولمرت.. كما أنها استطاعت أن تضع خيار الحرب أمام الحكومة الإسرائيلية القادمة، فهي لا تريد أن تفاوض حركة حماس، رغم تأكيدها على الحل السلمي مع الفلسطينيين.. وخوفها من سياسة الحكومة الجديدة برئاسة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، خصوصا وان حزب كاديما تأسس نتيجة انفصال أرييل شارون عن حزب الليكود، بعد خلافه مع أعضاء الحزب حول إعلانه إقامة الجدار الفاصل والخروج من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات اليهودية الموجودة به.. وهذا الإجراء أحادي الجانب جلب لشارون سخط أعضاء حزب الليكود وكذلك الأحزاب الدينية في إسرائيل.. مما دفعه إلي ترك حزب الليكود وتكوين حزب كاديما ومعناه “إلي الأمام”.. كان شعار هذا الحزب في الانتخابات ومنذ البداية ” إسرائيل تتطلع إلى الأمام وشارون قائد قوي للسلام “.. تسيبي ليفني مصرة على تطبيق كل ما جاء في لائحة حزبها ولكنها ستستبدل اسم شارون باسمها.. !

حرب غزة كانت لإثبات وجود تسيبي ليفني في حكومة إسرائيل من جهة.. فقد أرادت أن تلفت أنظار الإسرائيليين إليها بانضمامها إلي قوائم المجرمين…. ومن جهة أخرى أرادت تسيبي ليفني أن تبعد أنظار العالم.. والعرب خاصة.. عن ما ستحدثه من تغيرات داخل إسرائيل.. فهي لا تريد حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.. لأنه لا يلبي طموحها الخاصة وسياسته تتعارض مع سياسة حزب كاديما..!

 -. اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”.. اشترط لترشيحه بنيامين نتنياهو أن يتم توافق بين نتنياهو ومنافسته تسيبي ليفني على تشكيل “حكومة ائتلافية موسعة”.. ورغم تمسك نتنياهو بضرورة وجود تسيبي ليفني في حكومته..إلا أن “مبدأ الدولتين” (الفلسطينية والإسرائيلية) الذي ينادي به حزب كاديما لا يزال صخرة الخلاف الرئيسية التي تتحطم عليها آمال الوفاق بين حزبي الليكود وكاديما.. وإصرار تسيبي ليفني على موقفها جعل من تشكيل حكومة ائتلافية موسعة بشراكة حزب كاديما أمراً مستحيل.. فقد امتنعت تسيبي ليفني عن الانضمام لحكومة نتنياهو والمشاركة فيها.. وفضلت الانتقال إلى صفوف المعارضة في إسرائيل.. وهذا سيضع حكومة نتنياهو في مأزق حقيقي.. خصوصاً وان تسيبي ليفني أظهرت تعصباً غريباً لآرائها وطموحاتها.. واثبت للإسرائيليين جدارتها بخلافة أرييل شارون.. كما اثبت للعرب ذلك من خلال العدوان على غزة، والاعتداءات المستمرة لأكثر من اثنان وعشرون يوماً..!

تسيبي ليفني تريد أن تمحو غولدا مائير التي وصفها اليهود.. بأنها الرجل الوحيد في حكومة إسرائيل.. من ذاكرة الإسرائيليين وتضع مكانها تسيبي ليفني.. لهذا ستكون تسيبي ليفني صهيونية حتى بالنسبة لإسرائيل.. فستطال عنجهيتها الجميع.. حتى الإسرائيليين أنفسهم..وستنجح لان الظروف مناسبة لولادة مجرم جديد..!!

فأمريكا غارقة في أزمتها الاقتصادية.. وهذا سيؤثر حتماً على أغنياء اليهود في أمريكا.. والعرب منقسمون بسبب الاتحاد المتوسطي وبسبب أطماعهم.. وأوروبا تلملم شتاتها.. أما تركيا فهي الدولة الوحيدة التي نلاحظ صعودها.. ولو كان زائفاً..!

تسيبي ليفني.. ستكون أنثى إسرائيل الأولى .. طبعة نسائية من أرييل شارون.. وستبرهن صهيونيتها للعالم أجمع.. !!

مقالات ذات علاقة

انتظار

المشرف العام

رِحْلةَ الْمُعْجِزَاتِ وَالْآمال

المشرف العام

نهاية فوْضى .. !

المشرف العام

اترك تعليق