حوارات

الدكتور أحمد رشراش: ربيع الكورونا ليست روايتي الأولى

حاوره: مهند شريفة

الدكتور أحمد رشراش


الدكتور أحمد رشراش أستاذ جامعي من مواليد طرابلس 1970 متحصل على إجازة الدكتوراة في اللغة العربية عام 2009م، صدرت له باقة متنوعة من الكتب والمؤلفات معظمها في مجال اللغة وعلومها، وهاهو اليوم يَمخر عُباب يم الأدب ويخوض أولى تجاربه في عالم الرواية فتصدر له مؤخرًا فاتحة أعماله رواية (ربيع الكورونا) ليؤسس لاسمه مقامًا على درب السرد الروائي الوعر، فيلقى إستحسان وإشادة نخبة من النقاد والمهتمين ما حفّزه وشدّ من همّته على المضي قدمًا، وبذلك يُضاف للمكتبة الأدبية في ليبيا وفي العالم العربي اسم إبداعي جديد يُعزز من طاقة الجمال ويُوسّع من فسحة الأمل…وفي ضوء هذا الميلاد الجليل إرتأينا أن نُجري حوارًا معه لنعرفه أكثر عن كثب.

هل كان لظروف تفشي فيروس كورونا دور في دفعك لكتابة رواية؟
لا.. ليس تماما.. فرواية ربيع الكورونا ليست روايتي الأولى في الكتابة.. وإن كانت هي الرواية الأولى اليوم من حيث النشر، فقد كنت على وشك الانتهاء من كتابة روايتي الأولى التي أتحفظ عن الحديث عنها وعن ذكر عنوانها إلى حين صدورها، وبتفشي الوباء توقفت عن إكمال تلك الرواية.. وفجأة زارني إلهام بكتابة رواية عن الكورونا واختمرت فكرتها في ذهني بشكل غريب، وربما ساعدني كثيرا واقعية كثير من أحداثها والمعاناة التي نعيشها بسبب ما يحدث في بلدي ليبيا من حرب وعبث إداري في مؤسسات الدولة والمعاناة التي يعيشها المواطن الليبي في الحصول على أبسط الخدمات.

ربيع الكورونا عمل روائي يحمل بُعدًا إنسانيًا، يُصيّر الحب كحل للكثير من الإشكاليات المزمنة، هل المشاعر الإنسانية على نُبلها كفيلة بإحداث تغيير ملموس؟
أنا أؤمن بأن المشاعر الإنسانية هي الكفيلة بإحداث تغيير جذري في العالم، والوصول بالبشرية إلى السلام الحقيقي، حيث تلاقح الحضارات لا صدام الحضارات، وتكامل الأديان لا صراع الأديان، والمشاعر الإنسانية النبيلة تقود الإنسان إلى البعد عن الأنا واحترام الآخرين وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية الضيقة.. وربما هذا الذي أراه ويراه النقاد لا يكون إلا في المدينة الخلدونية الفاضلة؛ ومع ذلك فإننا مؤمنون به وندافع عنه.

هل الأدب من شأنه أن يضع حلولاً جاهزة بين يديّ المتلقي؟
نعم يستطيع.. فالأدب بمختلف فنونه وأجناسه شعرا ونثرا يعالج قضايا اجتماعية ونفسية ويدعو إلى الحب والمشاعر النبيلة.. ويحاول الأدباء اقتراح الحلول للمشاكل التي يعانيها الإنسان.. وعلى سبيل المثال اقترحت في رواية ربيع الكورونا أن يجتمع الليبيون على طاولة واحدة لحل مشاكلهم بعيدا عن لغة السلاح والحروب وهو ما يحدث اليوم فعلا وأتمنى أن ينتهي النهاية السعيدة التي تنبأت بها الرواية..

رواية ربيع الكورونا للدكتور أحمد رشراش

تعاظمت أحوال بلادنا فابتلينا بالحروب ومزقتنا الأزمات، كيف تعاطى نصك الروائي مع القضايا الراهنة؟
رغم أن رواية ربيع الكورونا تدور حول فكرة ظهوور هذا الوباء وانتشاره وطرق مواجهته؛ فإنها طرحت قضايا ليبية كثيرة كالحروب المتتالية والنزوح والتهجير ومعاناة المواطن الليبي جراء ذلك..

ما هي الاضافة الجديدة التي تحملها روايتك الوليدة؟
أستطيع أن أقول إن هناك إضافتين لرواية ربيع الكورونا: الأولى على المستوى الشخصي، حيث قدمتني للمتلقي مبدعا، بعدما عرفت في الوسط الأكاديمي والثقافي كوني أكاديميا وناقدا، والأخرى على المستوى الوطني، فالرواية وجدت انتشارا عربيا وعالميا كبيرا قبل صدورها وتلقيت دعوات من إذاعة تونسية مسموعة وثلاث قنوات فضائية تونسية لإجراء حوار حول الرواية، كما أخذت الرواية تطلب من قبل أدباء ونقاد من أغلب الدول العربية.. لذلك قدمت إضافة الأدب الليبي على المستويين العربي والعالمي.

الرواية لعبة مفخخة تقتضي نفسًا طويلاً، ألم تخشى خوض غمار هذه اللعبة؟
في الحقيقة عندما كتبت الرواية لم أفكر في شيء إلا في ضرورة إنجازها ، فأحداثها تتزاحم في ذهني وكأنني أتفرج على فيلم سينمائي، وبعد إنجازها دفعت بها لأبنتي لقراءتها، وهي قارئة نهمة للروايات العربية والعالمية، فقرأتها في يوم واحد، ثم جاءتني وهي سعيدة متسائلة: هل حقا أنت كتبتها يا أبي؟ إنها لا تختلف عن الروايات التي قرأتها، بل أشعر بأنها أفضل من كثير منها.. ثم أرسلتها إلى صديقي أ.د محمد البدوي رئيس اتحاد كتاب تونس السابق، فقرأها وأعجب بها كثيرا مع إعطاء بعض الملاحظات الفنية من خلال تجربته وخبرته الكبيرة، وكتب حولها مقدمة نقدية مهمة ستنشر معها، فكان لذلك فضل كبير على والرواية، من حيث التعديل والإضافة.. لذلك فأنا متفائل بالنجاح بعون الله وتوفيقه.

كلمة أخيرة…
أتوجه بالشكر والتقدير إلى موقع بلد الطيوب على اهتمامه بالأدب الليبي بشكل عام، وبرواية ربيع الكورونا على وجه الخصوص، وأخص بالشكر المبدع المثابر الأديب الأستاذ رامز النويصري مؤسس الموقع، وحضرتك أستاذ مهند على هذا الحوار الرائع، وهذه الأسئلة العميقة، كما أشكر أ.د محمد البدوي الرئيس السابق لاتحاد كتاب تونس على ما أولاه من اهتمام بالرواية والإشراف على طباعتها في دار ابن عربي للنشر بتونس، وكذلك د.عبدالعاطي طبطابة وكيل كلية الفنون بجامعة طرابلس الذي أبدع بتصميم وتنفيذ غلاف الرواية، وأ.د. عبدالله مليطان الذي خص غلاف الرواية باللمسات الأخيرة من خلال ملاحظاته القيمة، وتحية لكل القراء الذين سيطالعون هذا الحوار.

مقالات ذات علاقة

فاطمة سالم الحاجي: حُلم ليبيا يبتعد أكثر فأكثر

المشرف العام

الرحال الليبي طاهر علي الطاهر :علمني السفر أن يكون الغرباء أهلي

مهند سليمان

“طرنيش” الاسم الحركي لحرية الكلمة

يونس شعبان الفنادي

اترك تعليق