متابعات

أبوشناف يحاضر حول الصورة وسلطتها

الطيوب

الأديب “منصور أبوشناف” ورئيس المركز الليبي للدراسات الثقافية الشاعر والكاتب “صالح قادربوه”

في إطار (موسم الإثنين الثقافي) أقام المركز الليبي للدراسات الثقافية محاضرته الشهرية الثانية مساء يوم الإثنين الموافق 22 فبراير 2021م في دار حسن الفقيه حسن للفنون بمدينة طرابلس القديمة، وقد جاءت بعنوان(تفكيك سلطة الصورة)،ألقاها الكاتب والأديب “منصور أبو شناف” الذي طرح من خلال ورقته العلمية مفهوم الصورة الدلائلية مستعرضًا الأشكال والأساليب التي مرّت بها الصورة عبر الحقب التاريخية المختلفة لرحلة الإنسان منذ بدايات اكتشافه لما حوله وبحثه عن ماهية وجوده، مُتطرقًا لأبعاد الطبيعة وما بها من كائنات وعدّها المزوِّد الرئيس الذي دفع بالإنسان لتصويروإلتقاط كل ما يراه من منطلق التفاعل مع ديناميكية الحياة ومعطياتها، وتابع بأن التصوير والصورة كان ولايزال سلاح البقاء للكائن الحيّ على وجه الأرض.


وأخذ الإنسان القديم يستثمر أحلامه وتهويماته ومخاوفه وهواجسه التي يعيش تحت سلطتها ويصوّرها بخطوط الطول والعرض على جدران الكهوف من حيوانات ذات نوازع مختلفة بعضها ضارٍ متوحش وبعضها الآخر أليف ومستأنس، ويستهدف أيضًا في المقابل تحرره من تلكم الكوابيس والهواجس بالرسم والتصوير على الحجر مردفًا أنه من هذا المنطلق صار يبني ملامح حضارته الأولى.

الأديب “منصور أبوشناف”

كما أشار أبو شناف في ورقته لموقف الأديان والعقائد إزاء الصورة الذي يتراوح ما بين التحريم المطلق وما بين السماح المخجل وقد عرّج على توحّد وتضارب أهداف الصورة القادرة في آن الوقت على بسط سلطتها على الناس مبينًا أن إنسان اليوم يعيش عصر الصورة مثلما عاشها أسلافه القُدامى ومدى ما تشكله الصورة في صناعة الرأي العام والوعي الجمعي للأفراد والجماعات.

وعقّب الفنان التشكيلي “أحمد الغماري” في كلمته على أن الصورة ليست بالأمر الهيّن أو المترف واستشهد بالخطاب الإعلامي المعاصر للصورة والرسالة التي تستهدف الوصول للآخر، وعاد أبوشناف مستدركًا بأن للصورة عقيدة معينة تقوم عليها وتحرّكها، فتوقف عند تحولات الصورة من مسألة انعاكس المرئيات المجردة إلى اضطلاعها بمهمة زرع القناعات والعقائد لاسيّما المتعلقة بالإيمانيات والبعث الآخروي لتأخذ الصورة منحى تطوري يناهض الأحادية ومحاولات عصر النهضة إحياء آلهة التراث اليوناني بغية الحد من سطوة الكنيسة لاستبدالها بعقيدة جديدة تحتوي التنوع وتتسامح مع الإختلاف، وحسب تقدير أبوشناف الصورة متحررة من مبدأ العقيدة كونها تنمو مع نمو البشرية وتتبدل وفقًا لمتغيرات الظروف، وأكّد على هامش العقيدة الجمالية للصورة الساعية لإشباع الحاجة الجمالية للبشر.

وفي ختام المحاضرة نوّه رئيس المركز الشاعر والكاتب “صالح قادربوه” على عنوان حلقة النقاش المقبلة التي ستتناول المشروع الثقافي والتنوع المقرر إقامتها آواخر شهر مارس القادم.

مقالات ذات علاقة

الأمل والألم في بيت اسكندر للفنون

مهند سليمان

مسرح الكشاف يحتضن ثاني أمسيات مهرجان طرابلس للشعر الفصيح

مهند سليمان

وزيرة الدولة لشؤون المرأة تشارك في افتتاحية معرض فني دولي

المشرف العام

اترك تعليق