الطيوب
في ذكرى اليوم العالم للكتاب وحقوق المؤلف، وضمن الملف الذي يعده موقع بلد الطيوب بهذه المناسب، نتوقف في لقاء قصير مع الأستاذ “إسماعيل البوعيشي” الكاتب الصحفي، والعضو المؤسس لاتحاد الناشرين الليبيين، وصاحب دار المدينة، في حوار عن أزمة النشر والكتاب الليبي.
هدم الدار العربية وصمة عار
تسألني عن الصعوبات التي تواجهني كناشر، هي صعوبات يكاد يواجهها كل الناشرين الليبيين؛ فمن ارتفاع أسعار الطباعة، إلى توقف معارض الكتاب المحلية والعالمية، وندرة المكتبات، كل هذه الأشياء مجتمعة تعتبر سبباً رئيسياً في تعثر بل توقف نشر الكتاب. ضف إليها عدم دعم وتشجيع الناشر من الدولة؛ والمتمثل في وزارة الثقافة، والدولة بصفة عامة، التي تعتبر القراءة والكتاب ترفا وليس ضرورة، والدليل على ذلك عدم إدراج الكتاب وطباعته لدى الاقتصاد، ودعم نشره وطباعته بسعر الصرف الرسمي، فهم يعاملونه معاملة مستلزمات القرطاسية، وهذا واقع مثار للسخرية في دولة تهمش الثقافة وتصادر المعرفة!!
إن هدم الدار العربية للكتاب التي ساهمت على مدار خمس عقود تقريبا في نشر الكتاب وإثراء المكتبة الليبية والعربية بمئات العناوين، لهو أكبر وصمة عار في وجهة الدولة، وسكوت المهتمين عن ذلك.
الكتاب سلعة ضرورية
دعم حركة النشر يبدأ بإدراج طباعة وتوريد الكتاب من ضمن السلع الضرورية، ومعاملته بالسعر الرسمي، حتى يتمكن الناشر من تخفيض سعر الكتاب وزيادة الاقبال عليه في المكتبات.
إنشاء المطابع المتطورة، ومنحها الدعم اللازم، يساهم في نشر الكتاب عندما يكون بطباعة تليق به.
استئناف إقامة معارض الكتاب في كل البلاد، وعدم توقفها أو تأجيلها، فهي مناسبة جداً لزيادة تسويق الكتاب.
الإعلام والإعلان عن صدور الجديد مجانا في كل الوسائل الإعلامية والإعلانية، يزيد من الإقبال على شراء الكتاب وتشجيع الناشر على إضافة المزيد من العناوين.
توقف وليس تعثر
ما ذكرته من أسباب سابقة، تأتي في مقدمة هذا التوقف وليس التعثر. الناشر الآن يعيش على توريد الكتب للجامعات هذا إن تحصل على ذلك، فهناك احتكار من البعض لهذا الدور، والدليل إنك لا تقرأ أو تسمع عن عطاء توريد أو طباعة، في الكثير من الكليات والجامعات.
توقف معارض الكتاب؛ وهي الوسيلة المناسبة لتسويق الكتاب جملة وقطاعي، ومناسبة إعلانية عما تم نشره من جديد في عالم الكتاب، ولك أن تعرف ويعرف كل القراء والمهتمين بأن معرض طرابلس العالمي للكتاب الذي بدأ أول دورة له قبل معرض تونس الدولي للكتاب، بأيام ونفس السنة 1981م، لم تصل عدد دوراته الى الـ12 دورة، فيما وصل معرض تونس الى الدورة 38، كل هذه الاسباب تجعل نشر الكتاب معدوما ولا من سائل أو مهتم.
الدولة هذ المسؤولة
أستاذ “إسماعيل” هل تتهم الدولة بالتقصير؟
النعم الدولة في ليبيا؛ هي المسؤولة عما نعانيه من قصور وتعثر وتوقف لحركة نشر الكتاب في ليبيا، وهي وحدها من تتحمل تبعات ما وصلنا إليه!!
الكتاب خير جليس
أخيرا أقول.. إن للكتاب وللقراءة محبين، ولن تتوقف هذا العلاقة حتى في ظل وفرة النشر الإلكتروني.. فالقراءة الورقية لها نكهتها ومتعتها، فالكتاب الورقي خير جلس في كل العصور والازمنة.