في هذا الليل
هنا في المقهى
أشرب حزني بارداً وحيداً
انتظر تلك الرفيقة
سيدة النعناع المُر
يشربني الأنتظار ببرود
رغم دفء الحانة
و تفاهة الأقداح الخائبة
حين يكون مزار النبيذ
أقرب مني إلى قلب الشتاء
لأ شيء يجاورني هنااا
سوى الزقزقة
في حدائق الأرواح الدامعة
لا شيء يجاورني هنااااا
سوى حلم يؤاخي
ليل الصقيع في أحداق الغرباء
و قبل
أن تسكن في قلبي اعشاش الغياب
لا شيء يجاورني هنااااا
سوى موسيقي البلوز
و هي تنضج على حزن الغرباء
فوق الأرصفة يوجعني الغناء
من أفئدة العجائز
و فرح الأطفال
بلقمة خبز يابس بائس !
هنا في القهى
لا شيء يجاورني
سوى فوضى الدخان
و ثرثرة الكؤوس الفارغة من الحب الخائبة
قبل بزوغ الفجر
لاشيء يجاورني
هناااا
سوى ثمة أصدقاءٌ أوغاد
ربما يحدث
أن تكونى لي معهم رفقة
خبيثة آسرة
ربما يحدث أن تكون لنا
هنا أغنية داكنة تحترق
لعاشقين أبسط من وجع البن
برشفة دمع
لا شيء
يجاورني هنااا
سوى الخريف
بشعرةٍ بيضاء كانت
ترفرف
قبل الرحيل
في اعشاش الغرام
لا شيء
يجاورني هنااا
سوى وجع القصائد
في منفضة الليل
لا شيء يجاورني
و يؤلمني أكثر من الࢪحيل
بلا أجنحة
تليق بالعذارى العصافير
في خدر الكلام .