الليل
كما ينبغي له
لا يحتفي بك الآن (يا زوربا)
بلا غناء
فالترقص وحيداً
وبلا بكاء
أن تبكي يحق لك
و وحدك فقط
ولا ينبغي لك أن تكره البنفسج على نشيج الدمع
وحرقة الغناء
فكلما أزداد جنوحك للعزلة
بعيداً عن ثرثرة الريح في وجه
الفراغ …
ولم يعد لديك ظلٌ يسامر وحشة النهار
لا تبكي
فقط
خذ ظلك اللاهث خلف
الشمس
وبعضاً من بعضك
ربما تصل ولا يخذلك الحنين
دع الحلم
أيها الطفل العجوز
يأخذك إلى مفازة الليل
طالما أن الشمس لا تشرق
في أحداق الحزانى الغرباء
خذ قبساً من نزفك الجميل
وألقي به في رحم الفراغ
الفراغ الصديق
الذي يرتب أشلائك المتفحمة
داخل أفران مازالت تضج بأنين الدراويش
كن كما ينبغي لك
أنيق الدمع
ولا تمعن في البكاء على من
اسرفوا في خيبة الحقائب
المسافرة بلا أحلام
لملم كل ما تبقى لك من ورد حزين
وأنثره على طينك الشقي
خذ كهولتك
وطفلك الذي ظل ستون عاماً
يرقص حافياً
على الجمر
ويغني للمطر
تجمل
بنفس القصائد
فلا شيء يسكنك الآن
بحنو رجيم
سوى الشعر
ولثغة الفراغ الرحيم..
المنوبية / الخميس 15 أغسطس / 2024 م