نزل في المدينة غريبا
قطع آلاف المسافات
لكنه تذكر فجأة أنه نسى العنوان..
نظر إليها في أعلى الشرفة وهي تنشر الغسيل
فأعجبها فألقت له برقم الجوال
ثم أخبرته إنها أحبته ليلا وكرهته في النهار..
بائع الفاكهة يغازل المارة
مناديا فيتجمعون من حوله
ثم يسألونه في توجس عن الأسعار بكم ؟!
فيتمتم ونحن لا ندر ِ السعر ولا الوزن ولا الجودة..
الطفل يسمع أزيز الطائرة
فيرجف وينزوي في الطرقات
فتخاطبه أمه ماذا حدث ؟!
فيجيبها الموت يأتي حقيقة من عبر الشاشات..
سنابل القمح تتراقص في الحقول طربا
تنتظر موسم الحصاد
لكن الجار أضرم فيها النار
ثم صاح هلموا حريق مجهول نزل بوادينا..
الطيور تحوم حول الجزيرة
ولا تكف عن الدوران ترسل أصوات تحتاج إلى من يفك تلك الشفرات
والناس في ذهول فيخبرهم الصياد
هنا غرق القارب.
المعلم دخل غرفة الدرس
ومسح السبورة وكتب عليها التاريخ والعنوان
ومعه العصا والقلم الأحمر ينتظر الطلاب فأخبره الحارس اليوم إجازة..
المؤذن يؤذن والناس لا تأت ِ فأقام الصلاة وصلى منفردا ثم تساءل ما هذا ؟!
فقالوا له خالفت الوقت وما زالنا في وقت القيلولة..
رجل يقرأ من كتاب الجاحظ ويذكر الحيوان
ومن حوله صبيان يستبقوه فتعجب ليس معكم مثلي كتاب
فضحكوا يا هذا نحن في عصر النت..
رجل من المدينة يهبط زائرا القرية
يمر من أمام امرأة عجوز تخبز خبزا في الفرن البلدي
أخرج خمس جنيهات وطلب منها عددا
فقالت له : نحن لا نبيع الخبز نعطيه هدية فتعجب هل مازال هذا العصر موجودا ؟!.