كانت أمي نجمة ساطعة في سماء حياتي، تضيء كل الظلمات وتجعلني أشعر بالأمان، حتى في أصعب اللحظات. وفجأة ظهرت في حياتي سيدة في عمر والدتي (رحمها الله)، ذات سمت طيب وملامح هادئة حانية، كانت تذكرني بأمي الحنون، وقد بدت لي كالشمس الساطعة في حياتي، تنير كل الزوايا المظلمة؛ لكنها لم تكن تحمل ذاك الدفء، الذي أشعرني بالأمان كما كانت أمي.
اقتربت منها بقلب مفتوح ولسان يلهج بالترحيب فرحًا بها، فأظهرت لها كل المودة؛ حاولت أن أعبر لها عن حبي الكبير وتقديري العميق، فقد كنت أرى فيها صورة أمي بقدر؛ ولكن سرعان ما استشعرت بُعد رغبتها في المقارنة بها. رغم كل ما أظهرته لها؛ بادلتني بجفاء وصدود، وكان بحثي عن الرعاية والحنان لديها سرابًا وخداعًا؛ فتذكرت ذاك الخيط الدافئ الذي كان يربط قلبي بقلب أمي.
أنا هنا الآن، أعتذر لأمي؛ فلقد أدركت أنه من المستحيل أن يجد الإنسان شخصًا يحمل قلب أمه، أو يقطر مثلها حبًا وحنانًا ورعاية، فالأم جوهرة ثمينة فريدة منقطعة النظير، لا يمكن أبدًا أن يجد الإنسان لها بديلاً.
شيئان لا يتكرران: الأم والعمر
رحمك الله يا أمي …