الذكرى الـ63 لرحيل شاعر الوطن، الشاعر الليبي أحمد رفيق المهدوي
أحمد رفيق المهدوي
ألم يبلغك ما قال البريد؟
هراء لا يفر ولا يفيد
مسيلمة الجرائد ما تنبأ
وزاد ، فدينه كفر جديد
تملق كى ينال رضاء قوم
فما رضى الاله ولا العبيد
فما ربحت تجارته فتيلا
ولا هو في مساعيه حميد
يلفق كل مكذوب وزور
وعما كان من صدق يحيد
نذير الشر لا يأتي بخير
تهددنا ليرهبنا الوعيد !
فلا تتعب فانا لا نبالى
أتانا قبلك الخير السديد
ودع عنك السياسة لست منها
فانك عن حقائقها بعيد
أيتفع عندكم ورق وحبر
وما تفع الرصاص ولا الحديد
متندم عن ملامسة الأفاعي
اذا انقلبت غضابا يا بليد
إذا خان القريب ذويه جهرا
بربك كيف يأمنه البعيد
يسرون التبسم عنك هزوا
أتدرى قول مدين يا رشيد
ولكن البصيرة قد أصيبت
فليس يفيدك البصر الحديد
ألست ترى عيوبك كل يوم
بوجه لا حياء به تزيد
معان مثل ما يهذى مصاب
وأعراب كما نطق العبيد
عجبت علام يخرج؟ لا بيان
ولا صدق ولا رأى سديد
كفاك فضحتنا فاذهب طريدا
فيوم فراقك اليوم السعيد
متى تأتى لنا البشرى بأن قد
توفى قبل شأته الوليد
لعمرك جاهل من يشتريه
حرام ذلك الثمن الزهيد
فلا تسرف ولا تأمنه يوما
فيستهويك شيطان مريد
اذا جاءوا اليك به فعجل
الى الكانون يصحبك الوقيد
ولا تقنع بتمزيق فيبقى
له فى الناس مكروب شديد
ديوان شاعر الوطن الكبير، أحمد رفيق المهدوي، الفترتان الأولى والثانية (من 19 – 1925م).
يقصد بالبريد جريدة (بريد برقة) وهى جريدة سياسية أنشئت سنة 1922م، وكان رئيسها المرحوم محمد المحيشي. حلت محل جريدة الحقيقة التي كانت تصدر في ذلك الوقت .