

يوافق هذا اليوم الـ7 من شهر يوليو الذكرى الستين لرحيل شاعر الوطن “أحمد رفيق المهدوي” فقد شهدت بلدة (فساطو – جادو) إحدى بلدات جبل نفوسة بزوغ ميلاده في شهر يناير من آواخر القرن التاسع عشر في عام 1898م، ينحدر المهدوي من أسرة بالغة العراقة كانت تتمتع بسعة عيش وثراء كبير وترجع أصولها الأولى للأدارسة في المغرب الأقصى، وقد تلقى علومه الأولى في بلدة نالوت ونظرًا لما يقتضيه عمل والده تنقل في أكثر من مكان من مصراتة إلى الزاوية التي أتم فيها شهادة الابتدائية باللغتين العربية والتركية وصولاً لإقامته واستقراره في مدينة طرابلس عام 1911م لكنّه ما لبث أن شدّ الرحال مع عائلته مرة أخرى إلى مصر وتحديدًا مدينة الإسكندرية في أعقاب الغزو الإيطالي لليبيا وأقام لسنوات هناك ليحصل على درجتيّ الكفاءة والبكالوريا لكن ظروف معينة دفعته مضطرًا للعودة لليبيا ورست رحاله تحديدًا في مدينة بنغازي وانخرط في العمل كسكرتير في بلدية بنغازي إنما ما أراد له الإيطاليون خيرًا فدبّروا مكيدة لإقصائه وعزله بسبب قصائده المناهضة للمشروع الاستعماري الإيطالي التي شرع في نظمها ونشرها فنُفيَ إلى تركيا عام 1934م، وعلى أرض المنفى تبوأ الشاعر الراحل جملة من المناصب والوظائف الإدارية بلغ منصب عمادة بلدية أضنة خامس أكبر الحواضر التركية.
ومع حلول عام 1946م وهزيمة الإيطاليين خلال الحرب العالمية الثانية عاد الشاعر أخيرًا لليبيا واستقبلته الجموع استقبالا حافلاً وتاريخيًا وانطلق من بعدها مدافعًا ومنافحًا عن ضرورة نيل البلاد لاستقلالها عن الوصاية الأجنبية ضمن حركة النضال الوطني، وبتحقيق الاستقلال الوطني حظي الشاعر بمنزلة كبيرة في الأوساط السياسية والأدبية فمنحه الملك “محمد إدريس السنوسي” عضوية مجلس الشيوخ بعد أول استحقاق انتخابي يخوضه الليبيون عام 1952م تقديرًا لدوره النضالي الكبير، شكل المهدوي بتجربته الشعرية والسياسية تاريخًا كبيرًا في النضال بالكلمة الحرة ومقاومة كافة ألوان الاستعباد والغطرسة من خلال شعره الذي كرّسه لحمل رسالة الوطن .
وفي أحضان العاصمة اليونانية أثينا لفظ الشاعر آخر أنفاسه مختتمًا بذلك صفحة من صفحات الكفاح الوطني المجيد، وشُيّعت جنازته المهيبة في مدينة بنغازي ليوارى جثمانه الثرى بمقبرة (سيدي عبيد) يوم الثلاثاء 11 يوليو عام 1961م. وخلال شهر أغسطس من العام ذاته أقامت الجامعة الليبية ذكرى أربعينيته الأولى وأطلقت اسمه على إحدى مدرجات كلية الآداب بالجامعة.
وتكريمًا له أصدرت الدولة إبّان عهد المملكة الليبية طابع بريدي خاص حمل صورته، ونشر في السنوات اللاحقة لرحيله ديوانه الشعري بثلاثة أجزاء كاملة وجاء بعنوان (ديوان شاعر الوطن الكبير أحمد رفيق المهدوي)، بالإضافة لتجربته الوحيدة في الكتابة المسرحية بعمل بعنوان (غيث) ونشرت مجموعة من المقالات والدراسات البحثية والنقدية حول تجربته الشعرية والسياسية فضلاً عن جمع عدد من الوثائق التاريخية الخاصة به جمعها وحققها الباحث “سالم الكبتي” تحت عنوان (قالب وميض البارق الغربي)وصدرت عام 2005م، وخصه الأديب المصري “عباس العقاد” بمقالة طويلة نشرها في صحيفة الأخبار المصرية عام 1954م تناول فيها شعر الراحل مستحسنًا ما جادت به قريحته وموهبته الفذة من إبداع ونشر الكاتب “محمد الصادق عفيفي ” كتابًا عن الشاعر عنونه بــ(رفيق شاعر الوطنية الليبية) صدر عام 1959م.
اقرأ للشاعر
قصيدة “كادت تطير” للشاعر أحمد رفيق المهدوي بصوت الأستاذ علي أحمد سالم
اقرأ عن الشاعر
قصيدة “كادت تطير” للشاعر أحمد رفيق المهدوي بصوت الأستاذ علي أحمد سالم
إِبْـــــدَاعُ شَــاعِــرِ الوَطَــنِ: أحمد رفيق المهدوي.. وَقِصَّةُ القَطِيعَةِ الثَّقَافِيَّةِ بَيْنَ الأَجْيَالِ!
كل يوم شخصية ليبية مشرقة (21)… أحمد رفيق المهدوي
المهدوي شاعر الثورة في ليبيا