دخيل الخليفة | الكويت
أمشي ويتْبعُني الرحيلُ، إلى صَهيلِ الملْحِ في عينَيْكِ، حيثُ تنامُ فاخِتةٌ هناكَ ويرْتَخي فيها الهديلُ.
أهفو إلى العسَلِ الجريحِ على شِفاهِكِ، كان يبْكي أقحُوانٌ، عاشقٌ مُتوثّبٌ لشفاعَتي، وأنا أضيئكِ حيثُ يأخُذُني السبيلُ.
جَغْرفْتُ فيكِ الجمرَ، أرَّخْتُ الجنونَ وجئتُ كلِّي، غارقاً ببداوةِ المعْنَى، لخصْرٍ كلَّما مالَ الزمانُ لنايهِ دلَعاً يميلُ.
هذا انعتاقُ النارِ فيكِ، يُذيبُني حدَّ البكاءِ، وأنتِ أنثَى الريحِ، تتركُني فضاءً حاضناً جرَسَ اليقينِ، فلا تلوميني على وتر بكَى، في سهْوةِ الهذَيانِ، لا معْنَى لهذي النارِ إلّا بالضياعِ، فهيِّئي النَّهَونْدَ، كي يرِدَ القِطافُ، أحبُّهُ هوَساً يُشاغبُني على جسَدِ الهواءِ، أحبُّهُ عسَلاً يسيلُ.
هيَّا، ازرعيني في خَلايا الآهِ، مثلَ تُويجةٍ، نسِيَتْ تُؤرجِحُ رمْشَها النعسانَ، خلِّيني احتمالَ الدفءِ، أحْرسُ ليلَكِ المستورَ بالفضْحِ الجميلِ، وذوِّبي في الشِّعرِ نصفَ حكايةٍ، تاهتْ بزوبعةِ الحنينِ، ولملْمِي شكوايَ يا امْرأةَ الوئامِ اللولبيِّ، ولا تنامي بينَ قافيتينِ يا سفْرَ الهيامِ أنا الختامُ، أنا ارتجافُ الدِّفءِ في شفتِي ينامُ.
لو أنّني النسيانُ، أمشي دونَ ذاكرةٍ بعينكِ، أسكنُ اللاوعْيَ، أو أهِبُ السرابَ حليبَهُ المنفيَّ، كي تمشِي على هُدْبَينِ من ظمأٍ، يراوغُكِ اليَباسُ على لِحاءِ الليلِ، تغمرُك الفصولُ.
الشالُ يطردهُ جمُوحُ النهرِ فوقَ جبينكِ، اقترِبي منَ الهذَيانِ، كي تثبِي على وتَريْنِ، خلِّي الروحَ حاضنةً هروبَكِ، كلما هَمسَتْ لكِ النغَماتُ في صوتِ «ابن مرْسالَ» الحزينِ، الحبُّ ديدنُهُ الهطولُ.
تأتينَ في اللَّيلِ المؤجّلِ، ضحكةَ السُّمَّارِ، يُنصِتُ حالمٌ لوشايةِ الأسلاكِ، يطعَنُهُ التناقضُ، يخْتلي ببياضِهِ المسْفوحِ، يوقِظهُ الدبيبُ على يَباس الأغنياتِ، يفيضُ وهمُ الكونِ، يجلدُهُ التبعثرُ بالحكاياتِ القديمةِ، في مراوغةِ الصَّدَى ما بينَ مُنعطفينِ، مُرْتبكاً، يتيمَ القلبِ، يكْسرُهُ الأفولُ.
الحُبُّ مثلُ الأرضِ، مَنفَى الأمنياتِ، وجُرحُنا المكتوبُ، والسَّفَرُ الطويلُ!