طيوب عربية

مع الثقافة الإسلامية!!

شناشيل

من أعمال التشكيلي الليبي محمد الخروبي
من أعمال التشكيلي الليبي محمد الخروبي

نتوقف في تأملات سريعة حول مدلول الثقافة الإسلامية التي تمخضت أثناء الدعوة الإسلامية في بلاد العرب منذ ظهور الإسلام في الجزيرة العربية حيث كان المجتمع العربي في العصر الجاهلي قائمة على البداوة والرعي والتنقل في ظل العصبية القبيلة والنعرة الجاهلية أضف إلى الرحلات التجارية إلى الشام صيفاً وإلى اليمن شتاءً..

والحروب والصراعات والكر والفر ولا توجد مظاهر ثقافية اللهم إلا أسواق الشعر والخُطب النثرية التي تسود هذه النزعة هكذا.. وعندما ظهر الإسلام وتوغل وتمدد من خلال الفتوحات والتوسع التجاري والتعاملات ودخول أمم جديدة في الإسلام أو الوفود ومواسم الحج وغير ذلك تأثرت البلاد بحالة الحضارة والاستقرار ونهج المدنية والاحتكاك الثقافي مع الأمم الأخرى مثل الفرس والروم وقوميات أخرى شكلت ضمير ووجدان المجتمع الوليد في ظل الإسلام وتم إنشاء الدواوين والجيش النظامي والتشكيل الحديث للدولة المدنية بعد التكتلات القبلية والتحالفات دون قواعد وأصول تحكم النظام الرسمي للأمة الإسلامية المنبثقة من النواة العربية والأجناس المضافة دخولا في الإسلام فانصهر  الجميع في بوتقة الإسلام وأخذت بأساليب الحداثة في شتى مظاهر الحياة في علاقات وقواسم مشتركة..

ولذا نشأت (الثقافة الإسلامية) في خريطة لها دورها الريادي في شتى المجالات التي لا تختلف عن الأمم الأخرى بل أضاف الإسلام قيم جمالية أخلاقية وآداب الى العلوم والاقتصاد والاجتماع من منظور فلسفي إسلامي له نتائجه الإيجابية التي اعترف بها الإسلام في تفاعل ومشاركة حقيقية.

و هذا النمط بلا شك بدأ تاريخيًا بالمسلمين في جميع أنحاء العالم، ومن أهم إطلاقات الثقافة الإسلامية أنها هي العلم الذي يجمع بين التأصيل الشرعي، والوعي الواقعي بتاريخ الأمة وحاضِرها ومستقبلها، أي أنها هي علم معياري وواقعي في آن واحد، وهي علم كلي شمولي ينظر للإسلام بشموليته من حيث عقيدته ومقاصده وفهمه على مر التاريخ بما أن دين الإسلام انبثق في القرن السادس الميلادي في بلاد العرب، ومع الانتشار الهائل والسريع للدول الإسلامية، فإن الثقافة الإسلامية قد أثَّرت وتأثَّرت بغيرها من الثقافات والحضارات الكبرى ومن ثم زاحمتها الثقافة الإسلامية بمعاييرها ومقاييسها الشخصية بخصائصها وسيماتها في نظرة شمولية من تربية و معرفة متوازية مع التعاليم الدينية لتشكيل معالم مدنية تحترم العقل الإنساني.

كل هذا يؤرخ لماضي ومستقبل الثقافة الآن، الذي يلتزم بمنهج الإسلام. ومدى حرص الثقافة الإسلامية على التقدم مع علوم العصر الحديث ، في توازن لاستخدام لمصادر الثقافة المتعددة شكلا ومضمونا وكيفا وكما ومعنويا وماديا..

وتجلت جماليات وفلسفة الثقافة الإسلامية والتي ظهرت مداخلها في قوالب لها أبعاد من آثار وتراث إسلامي تميزت بها بعض العواصم التي نختارها عواصم ثقافية لها صبغة أصيلة في تلك المعالم الإسلامية مساهمة لإبراز القيم الأخلاقية في الشريعة الغراء التي توضح لنا الأهداف العامة من جذور تلك المصادر.

وعلى أية حال قد تبلورت فكرة الثقافة الإسلامية في إطار حجم المعرفة المكتسب بطُرق لها أهدافها المقتبسة في ضبط السلوكيات من منطلق القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي والعقائد الإسلامية والأحداث التاريخية والسير والتراجم والعلوم والآداب والفنون والتي لا تتعارض مع مقاصد ومبادئ وأحكام الشرع.

والهدف من وراء كل هذا تغير الأنماط إلى انضباط وتعايش سلمي يجلب الخير للفرد والمجتمع دائما.

وللحديث بقية إن شاء الله.

مقالات ذات علاقة

شهيدة فلسطين.. شيرين أبوعاقلة

المشرف العام

عاطف الفرّاية: صوتُ العذوبة والتميز في الشعر الأردني

يونس شعبان الفنادي

اسقاطات سايكس ـ بيكو الجديدة!

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق