فجأة بعد مدة ليست بطويلة ستكتشف بأنك كنت سطحي وسخيف، ستضحك على ما بدر منك أنفاً، ربما كنت متوهماً ولست يقظاً بما فيه الكفاية
ستكتشف بأنك كنت تفعل ولكن لا تتعمد ما تفعله، لا تفقه شيئاً بما سيحصل بعد فعلتك تلك، أو ربما ستجني ثمار غير ناضجة في الحين الذي تود فيها أن تزرع شجر مثمرة لحياتك القادمة، لحياتك التي تلهث خلفها كي تكون بأكمل صورة…. ولكنك ستفقد في الطريق، وستفقد أعز ما تملك، ربما ضميرك ،وكرامتك حتى ، ولكن ما من مفر لك، ستستعين بالأرض كلها ولكن ما من مستجيب، الطرق مغلقة، والنوافذ مظلمة، لا صراط مستقيم تراه عيناك، ولا رفيق يرافقك، وحدك تحاول وتحاول في أن تجد طريق الذي اضعته في حضرة الهوى والمجون ،تلهث وراء السراب وراء اللا شيء الذي تقوقعت فيه بغثة….
وتجر خلفك الحسرات، والندم ،والركام، والبكاء على اللبن المسكوب، وتقول متنهداً لذاتك وتلك الأيام نداولها بين الناس. فعسي القادم لعمري أجمل. مع الأسف ما أدراك بعمرك القادم ولكني أعرف، أعرف، يا للهول.