أصدر الإعلامي والأديب محمد ابن المليح كتابا موسوما ب “من مسرح الحياة – ومضات قصصية- الإصدار المومأ إليه جاء عن دار الوطن في 52 صفحة من القطع المتوسط تصميم وغلاف هند الساعدي.
ومن محتويات الكتاب الذي يعتبر باكورة أعمال الكاتب . كلمة تقديمية بقلمه عبارة عن تعريف للقصة -الومضة- واقعا واصطلاحا فضلا عن عناصرها ومكوناتها . يقول ابن المليح هي لون إبداعي جديد يعتمد على الاختصار، وعلى تقنية تفريغ الصورة وتحويلها إلى بناء فكري وذهني. بها عنوان تحته بناء يتكون من سطر واحد به شطران، وبينهما فاصلة منقطة عناصرها التكثيف والمفارقة والإدهاش، والإيحاء والمباغتة. ويعد ابن المليح قارئا نهما ومتابعا ذكيا لأخبار الثقافة والأدب ومطلعا على أحدث المنشورات الثقافية والفنية ومساهما في حلقات الثقافة والأدب جهويا ووطنيا هذا بالإضافة إلى اهتمامه بالمسرح والسينما وتقمصه أدوارا ومشاهد وهو إلى ذلك ناشط حي على منصات التواصل الاجتماعي.
وحول تجربته مع الومضة القصصية يضيف ابن المليح أن هذا الجنس الأدبي أثار فضوله منذ2014 بعدما تعرف عليه وشارك في كتابته ونقده وتحكيمه داخل المغرب وخارجه. كما نال شهادات واعترافات كما حصل على أعلى المراتب في عدة مسابقات موضوعاتية نظمتها مجموعات أدبية وفنية . مشيرا في السياق ذاته إلى الرابطة العربية لمسابقات القصة الومضة التي كان لها نصيب الأسد في تعلمه وإتقانه لهذا الفن الأدبي الجميل .
وفي تقديم خاص بقلم الكاتب المغربي الحسين آيت بها نقرأ” المؤلف يندرج ضمن ما يعرف بالقصة الومضة. وهي فن أدبي مستحدث كان فيما مضى يطلق عليه لقب القصة القصيرة جدا. كما يعرفها القاص والأديب المصري حسن فياض “بريق من الضوء الخاطف والعابر”. مضيفا أن القصة ظلت ولا تزال مرتعا خصبا فنيا أدبيا رفيعا ضمت تجارب من إبداعات الأدباء من مختلف الأقطار والربوع العربية، مهما اختلفت أعمارهم وتباينت مشاريعهم.” وقد دأب الكاتب والأديب المغربي محمد ابن المليح على تدبيجها منذ فترة طويلة، وقد شارك بها في عدة مسابقات أدبية رفيعة داخل وخارج الوطن. فأمتع وأبدع بأسلوب بسيط مكثف ومحمل بالدلالات والمعاني والتعابير الجميلة وبخلق رفيع منقطع النظير، وتشبع بالقيم الإنسانية والروحية الإسلامية النبيلة وهو يسمو على واقع منحط ومتدن.”
وبرأي الحسين آيت باها دائما ،فإن الومضات القصيرة للأديب ابن المليح جاءت انعكاسا لتناقضات الواقع، وتعبيرا عن مفارقاته الصارخة التي تبرز ذلك التناقض بين ماض مجيد وحاضر مشرق استفاد من تجارب الماضي بالمعرفة الإنسانية، وتخلق بمبادئ الإسلام الرفيع ليكون لنفسه رؤية أصيلة، تنم عن ثقافة ووعي وتشبع من جهة .كما جاءت في سياق تربوي بحكم انتماء الكاتب لقطاع التربية والتكوين فهو أستاذ ومربي فاضل عاصر أجيالا لهم الطريق من دربه. فمنحهم من بشاشة قلبه، وأغدق عليهم من عطائه، بل وأنار لهم الطريق من دربه.”
بعد ذلك يعرض الكتاب لأكثر من مئة ومضة قصصية بمثابة لنماذج للقصة الومضة:
فرصة:
انهارت العمارة بنى المالك برج أحلامه.
بهتان:
قرروا موته غرقا؛ شهد النهر أنه جاف.
كذب:
ادعی حمایتها؛ نهبها.
أم:
منحتهم عمرها هجروها.
أب:
تقوس ظهره؛ قابلوه بجفاء.
وفي الصفحة 42 نقرأ نموذجا ثانيا للومضة القصصية: (تم اصطياد قرش.. وجدوا داخل بطنه إنسانا).
كما نقرأ كذلك “الومض القصصي ذاك الذي يختزل العالم في بضع كلمات، ويكثف الوجود في شعلة معان هو من استأثر بلب محمد وآل به نحو الاختصار المدهش إنه يمسك بالفكرة، ويحاورها منفردا، ويتأنى في استيعاب مكنوناتها، ثم يطلق كل سراحها وهي مشمولة بتعبير طازج، يشي بجماع ما فيها من دلالات من مغاز كي تكشف لقارئها كل محمولاتها الغميسة.
(مقهى طابق سفلي للمتزوجين.. علوي للعاشقين).
وفي عبارة واحدة، دونما إسهاب يرسم فكرته، ويصيغ ألق موقفه، ويعتلي لغته، فلا يمر مرور العابرين، بل هو يمر كي يبصم، كي يؤثر، ويدعونا إلى غميس تفكير.
(أهداهم شبابه.. رموه بجانب ملجأ).
وبداية من الصفحة 45 يعرض المؤلف نماذج وصور لشهادات تقديرية نالها في مجال الومضة القصصية من داخل المغرب وخارجه .
الكاتب محمد ابن المليح من مواليد 1959 بفاس مارس مهنة التربية والتكوين منذ 1982. يكتب القصة القصيرة والقصيرة جدا والقصة الومضة وبعض الخواطر. مارس الكتابة الصحفية لسنوات في منابر إعلامية وصحف وطنية وشارك في كتاب جماعي صدر بمصر سنة 2017. بعنوان روائع القصص كما نشر قراءات نقدية في الومضة القصصية بكتاب كنوز القصة الومضة الجزء الأول الصادر 2015. والجزء الثاني الصادر سنة 2016. إعداد الأديب مجدي شلبي من مصر. شارك في كتاب جماعي صدر بعنوان «فلسطين» في قلب ستين أديبا عربيا. نشر عدة كتابات في منابر محلية وجهوية ووطنية وغيرها «الوطن» «صدى تاونات» – «منار الشمال» – «مجلة التربية والتعليم» – «الأسبوع الصحفي»- «المجلس» – «الصحراء المغربية» – «المرصد. تم تكريمه في مصر في مجال القصة الومضة في مهرجان مونديال القاهرة سنة 2015. وفي الصحافة من طرف صدى تاونات»2013. وفي فاس في مناسبات متنوعة آخرها بمناسبة اليوم العالمي للمدرس. حاصل على دبلومات في مجالات متعددة المربي المبدع – كوتش لايف» – «البرمجة اللغوية العصبية كما تم تكريمه بمناسبات عديدة بشواهد تقديرية. وهو الآن يكتب في عدة مواقع إلكترونية متنوعة.