سراج الدين الورفلي
الجدات نقشن وجهكِ
على ستائر الماء في
تلك الصباحات البعيدة
ثم جلسن يقصصن لنا
حكايات مزينة
بالحناء والزغاريد وعيدان النعناع
كانت حقولنا ممتلئة بالغناء
بيوتنا مفتوحة ليل نهار
رجالنا يذهبون للبحر
بقوارب مثقوبة
ويعودون فوق ظهور غيمات الدعاء
أمهاتنا -حارسات غابات الغياب-
يعجن خبزة التنور فوق الأسطح
يشعلن النار بحطب أرواحهن
حتى تتشقق دموعهن من الصبر
كن مثل دخان أبيض يسجن عمى العالم
داخل عيناهن كي نرى
نحن أطفال الطرقات الحافية
تعلمنا المشي ونحن نيام
من كثرة ما حلمنا بوجهكِ