قصة

قصتان قصيرتان

من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي

الأستاذ سعدون والنقال

حملق الأستاذ سعدون غاضبا في وجوه تلاميذ الصف، علت وجهه تكشيرة تخفي من الغضب ما تخفي.. شعر التلاميذ بغضبه المحموم.. يعتمر الأستاذ سعدون شنته كالعادة كي يخفي صلعته ويظهر أمام تلاميذه حازماً قوياً، تشجّع وقال بنبرة قوية: من الآن فصاعداً غير مسموح الدخول للصف بالنقال أيّ التليفون الذكي، مَنْ يدخل بالنقال للصف فلن يسمح له بالدخول بتاتاً.. أضاف كالمنتصر في معركة حاسمة: مفهوم ممنوع الدخول بالنقال!

في اليوم التالي غاب جميع الطلاب عن الصف.

هوية

وصل إلى المنتزه العام القريب من الجامعة القديمة، اتخذ من كرسي ضليل مقعده، موفور الشباب، جال في المنتزه صدى نغم الطيور، جالت في خاطره أسئلة كثيرة، ثم توقف عند سؤال حملته الذاكرة اليه ولا يملك الرجوع إليها: لماذا وعلى الرغم من مضي الوقت وتسرب الزمن أرى نفسي كما هو ذلك الصبي الذي كان يلعب مع أقرانه في هذا المكان بكلّ ما في القلب من وفاء؟ خرج من لحظة الذاكرة متسائلاً: ايُّها الرفاق يوقظ في دمي زمنٍ لا أعرف كيف مضى ولكن: هل هذه هوية الأنسان؟ أم انّها مصدر تلك الهوية؟

مقالات ذات علاقة

إلى متى.. ؟

غازي القبلاوي

عماهن تراب القبر!!

ناجي الحربي

الرحيل

عبدالمنعم المحجوب

اترك تعليق