محمود سباق | مصر
يا مجدلية ما عسايَ وما أرى
وجري لقلبي في حضورك ما جري
وجري لساني لستُ أمنعُ ما يقولُ
وكلُّ أوْرِدَتِي تَفَجَّرُ أنهُرا
رَقَّ الفؤادُ وغادَرَ الصمتُ الصُّدورَ
لأنَّ معناكِ الشَّفيفَ تَعَطَّرا
من جرةٍ ظمآنةٍ قلبي
وأنت الكَرْمُ مَعسُولًا يُصَبُّ مُقَطَّرا
من ألفِ عامٍ لمْ أذُقْ طعمَ العيونِ
ولم يَكُنْ للسُّهدِ أنْ يتبخرا
من آهَةٍ سكنتْ.. وأشْعَلتِ الحرائقَ
بعدها جسدي أضاءَ وأثْمَرا
لا تفزعِي من رَبكَتِي من لَهْفَتي
من رقصةِ الحلمِ القديمِ إذا انْبَرا
مرسالُ أيامِي يقومُ من الغيابِ
وفي مجالكِ قد سَرَا
ولكِ انْتبهتُ ولم يكنْ لي فتنةٌ
حتى أتيتِ من الخيالِ تَبَخْتُرَا
يا بنتَ أفكاري البعيدةِ يالياليَّ
التي ستطولُ حتَّى نسهرا
يا شُرفَتي يا دِفْءَ بَيْتِي
يا حَنينًا غامضًا ويريدُ أنْ يَتَفَسَّرا
ما كلُّ مَنْ ذَكَرَ الأحُبَّةَ..
إنَّما مِنْ بحرِكِ الصَّافِي أذوقُ لأعبُرا
من خُطوَتي شربتْ دروب طيعاتٌ
جِئْتُ أحمِلُها إليكِ لنُبحِرَا
نمشِي معًا لا الظِّلُّ يَسْبِقُنا
ولا عنَّا تخلَّى مَرَّةً وتأخَّرا
بيدينِ تشتبكانِ تنصهرانِ أشواقًا
واحلامًا وَوَعدًا أخضَرا
أنفاسُنا نَسَماتُ ريِحِ العَصرِ
في يومٍ يُساوِي في المَحَبَّةِ أعصُرَا
في الغابةِ انٰتفَضَتْ طيورٌ كنتُ أرعاها
وَوَردٌ من خُدُودِكِ أزهَرا
ودَنَتْ قُطُوفٌ من شِفاهِي صائغاتٌ
كيْ يَطِيبَ لِيَ المُقامُ وأسْكَرا
وَصَبَا الغريبُ إذا رآكِ لإلْفِهِ
ومن المَحَنَّةِ والهُيامِ تَذَكَّرا
اللونُ لونُكِ والخطوطُ أصابعي
والصوتُ مزمارٌ تمَنَّى أنْ يُرَى
من كتلة صمّاءَ يندلع الوجودُ
ومن رحيقِكِ يَرتَوِي كي يَكْبُرا
وتكونُ لمستُكِ الأنيقةُ فوقَ سطحٍ هائمٍ
أمَلًا بأنْ يَتَحَرَّرا
الشمس تسطع من جَبِينِكِ
والمساءُ الحُلْوُ يرنُو للنوافِذِ أحمرا
تَتَبَدَّدُ الظلمُ القديمةُ كي يُشِعَّ الكونُ
في علياءِ روحي والثَّرى
أنا نَجمُكِ القاصِي الوَحِيدُ
أعيشُ مُشتَعِلًا عليكِ تَوُجُّسًا وتَحَيُّرا
وترددي فيك، اقترابي مِنْ مَدَارِكِ
وحشةً وتودُّدًا وتفكرا
فيلوحُ نبعٌ كنتُ أحسبُه سرابًا
لنْ يواتِيَنِي ولنْ يَتَفَجَّرا
تتهيء الأبدانُ والأرضُ الجديدةُ تَكْتَسِي
وتفوحُ مِسْكًا، عَنْبَرَا
ويجيء يومُ الوَصلِ يومَ تُسَرُّ أرواحٌ
ويسعي في محبَّتِها الوَرَى
ويكونُ عيدٌ دائمٌ نزهو به
ويكون مَكْتُوبًا لنا ومُقَدَّرَا
هي لحظةٌ فتنتْ فؤادي واستمالتْ
خاطري للحُبِّ حين تكبَّرا
أسطورةٌ سنعيدُ إحياءَ المكانِ بها
ونسبحُ في الزمانِ تبختُرا.