طيوب عربية

يرفرف في جانبيك الإباء

شهيداً صعدْتَ لحضنِ السماء
يرفرف في جانبيك الإباء

بقلبك تبعث نبعاً وريّاً
ليسري ويورف طِيب النماء

تؤجج في كل نبضٍ نفيراً
لزحفٍ مجيدٍ إلى الكبرياء

ستشرق في الأرض شمس الأباةِ
ويضوي وميضٌ يبث الرجاء

يُكَسّر ديجورَ ليلٍ سديمٍ
وينشر في النور عند المساء

فميزان عدلٍ يُعيد الأماني
ويبعث للكون فيض الرخاء

فزُد عن حياضٍ بقلبٍ نديٍ
واجعل من العزم وقْدَ المضاء

واحرص على الموت تلقى الحياةَ
بفجرٍ وليدٍ يزفُّ السناء

وضحّي بأنفس ما في الوجود
فطوبى لبذلٍ سرى بالخفاء

ليدفع في الخَلْقِ خَلْقٌ سيبقى
على كل هامٍ جزيلُ الجزاء

فهذا كفاحٌ يعيد البوادي
إلى أولياتٍ فـ لبّي النداء

يقدّس في الزحف جمعٌ غفيرٌ
ويزأر كالأسد عند اللقاء

فيسمع أنّات تُربٍ تراه
يثير غباراً بوجه العداء

يُلملم في كل وادٍ شتاتاً
وتيهاً يُحتّم وقْع الفناء

فتعدو وترقى بركب التحدي
وتبذل للحق أذكى دماء

وتُشهر فوق رؤوس الأعادي
صليلاً يؤذِّن مجداً أفاء

فدمعك قطر الندى للوجودِ
فهلّا ذرفت دموعاً سخاء

عدونا لنرقب وجهاً مضيئاً
فللدرب فخرٌ تليدُ البقاء

إلى الخلد نرنو لساح المعالي
وحول الحياض جبينٌ أضاء

لنبرأ من كل داءٍ سقيمٍ
ونترع بالكأس شهد الدواء

ويشدو على كل غصنٍ نضيرٍ
طيورٌ ترفرف فوق الفضاء

أخيّة مرحى بحتف النضالِ
ليعلو على كل صرحٍ لواء

فصبرٌ جميلٌ فإنا نتوق
لبعثٍ جديدٍ يزيح البلاء

يسرّج بالحُسنِ ثوباً وثيراً
ويغزل للحق أندى رداء

فسِر لأمامٍ وثق بانتصارٍ
يدوّي بصوتٍ شجي الحِداء

ووثّق عُراك بعهد التآخي
لترقى أميناً وفيُّ العطاء

فأقدَّم وثوباً يسود التفاني
وللحسنيين ألِحَّ الدعاء

لتبقى بمجدِ الأعالي جديراً
ويمضي أخاك لدرب الفداء

فكم من طريقٍ يسوق المنايا
لخلقٍ كثيرٍ ليسوا سواء

فهيا نثوبُ لفتحٍ قريبٍ
ولا نلتفت نحو غيٍ هُرَاء

لنعلو صقوراً لقلب الثريا
فلا نُجتذب نحو هش الغُثاء

فتربت أيادي مُراءٍ تولى
وسَلِمَتْ أيادي فتيُّ الولاء

واني لأسمع صوتاً لحادٍ
ينادي شموخاً يقيمُ البناء

فامدد يديك لنلقى كراماً
ونبسط للخير أزهى كساء

ونشهد في الخُلد سربَ الرماةِ
وبالروح نفدي شرع السماء

مقالات ذات علاقة

مجيد حسيسي تسكنُهُ النزعةُ الإنسانيّة!

المشرف العام

صباحكم أجمل/ على قمة جبل جرزيم

زياد جيوسي (فلسطين)

باب الحديد (محطة مصر) بين القصّ والنقد

المشرف العام

اترك تعليق