طيوب النص

الزاهرة درنة

درنة.. من آثار إعصار دانيال (الصورة: من اختيار الكاتبة فائزة محمد بالحمد)
درنة.. من آثار إعصار دانيال (الصورة: من اختيار الكاتبة فائزة محمد بالحمد)

استيقظت هذا الصباح لأقول في نفسي:

كيف هي درنة الزاهرة في الصباح مع بداياته؟

كيف هي في الضحى كيف هي في الظهيرة؟

كيف، وكيف، وكيف، كيف ينسى الناجون ما حدث؟

 كيف هي درنة بعد هذه الأهوال، دمارها شعرنا به داخل أعماقنا، صدقوني لا أبالغ حين أقول أحسست بدمارها وكأنه دمار كبير بداخلي، لا أبالغ حين أقول: داخلي يصرخ ويئن من الوجع! 

درنة حزينة على من فقدت، على من خسروا كل شيء، قلوبنا ترتجف مع ارتعاشتها، وكيف لا نحس ونحن كالجسد الواحد، إذ اشتكى عضوا تداعت له سائر الأعضاء..

 كلما تابعت الأخبار والفيديوهات، تمزقت مائة مرة من هلع أهلها وحقائب ودفاتر أطفالها، وتلك الدمى والألعاب المبعثرة على تلك الشواطئ تبحث عن أصحابها، فقد أصبح كل شيء بارد..

على تلك الشطآن ولازلنا وكلنا أمل أن يقذف البحر أصحاب تلك الكتب والأقلام والحقائب، ولازلنا كلنا أمل على أن يخرج من بين تلك الصخور، وبقايا البيوت أشخاص ناجون، في كل مرة نجد بعضهم فيعربد الأمل وينتفض القلب..

درنة نحن لا نرثيك من مات نحتسبه عند الله شهيدا وكيف نرثيك ونحن ننتظر أعمارك من جديد رائحة الياسمين ستعود وإن مات طفل الياسمين فهو في الجنة وسيولد أطفال آخرون يبيعون الياسمين، ويحملون الدفاتر والأقلام والحقائب ويذهبون للمدارس سيلتقي غائبا وغائبة بعد فراق..

ستعودين يا درنة من جديد.

عودي يادرنة، عودي.. عودي..

مقالات ذات علاقة

وطن الحب والأمل

سعاد الجروشي

لا أكثر

ناصر سالم المقرحي

الكبتي يتحدث عن الأندية الثقافية في ليبيا

المشرف العام

اترك تعليق