من أعمال التشكيلي محمد بشير
طيوب النص

المرة الأولى


عندما رأيتك للمرة الأولى
كانت الأرض تنام على وسادتها الطينية الوثيرة ..
كانت تحلم بإنسان يملأها ضجيجاً ..
وبماءٍ عذبٍ يعيد الاعتبار إلي تربتها المالحة ..
وبكهفٍ عامرٍ بأهله ..
تسكنه رائحة الشواء
وتزدحم في أركانه الطرائد ..
ويزدان فضاؤه بالحكايات ..
وتضئ صدور ساكنيه بالنوايا الطيبة .
عندما رأيتك للمرة الأولى
كانت الأرض قد استيقظت ..
شاهدتها ..
تلك اللحظة بالذات ..
كانت بهيجة مبهجة ..
تموج بألف لون ولون ..
كانت وردية الوجه هانئة البال ..
دافئة كقلب أم ..
وأدركت السبب .
هل تعرفين السبب ؟
سألتها ..
فأجابت الأرض :
ـ لقد رأيتها ..
سيدتك الرائعة ..
لم أر الإنسان الذي سيملأني ضجيجاً ..
لم أر الكهف العامر بأهله ..
ذلك الذي تسكنه رائحة الشواء
وتزدحم في أركانه الطرائد
ويزدان فضاؤه بالحكايات
وتضئ صدور ساكنيه بالنوايا الطيبة ..
لم أر شيئاً من هذا ..
لكنى رأيت سيدتك الجميلة ..
رأيتها فيما يرى النائم !!

مقالات ذات علاقة

أُحبُّ الأزرق، لكني أكرهُ أنْ يكون لونَ الرمّان

عاشور الطويبي

أين الأسئلة الكبرى أيها الاتحاد؟

فراس حج محمد (فلسطين)

الخمس تحتفي باليوم العالمي للكتاب

المشرف العام

اترك تعليق