عن دار تانيت للنشر والدراسات (طرابلس، تونس) صدر حديثاً “كتاب التبو” من تأليف الدكتور عبدالمنعم المحجوب، يتناول فيه هويّة التبو ولغتهم وتاريخهم المجهول، ويدعو فيه إلى اعتماد الخط القرآني المنمّط (الحروف العربية) لكتابة لغتهم غير المدوّنة، ويعتبر أسلافهم أقدم قبيلة وُجدت على الأرض المعروفة الآن باسم ليبيا، وأنهم كانوا امتداداً لحضارة جرمة التي دمّرها الرومان، ويحدّد موقعهم الأصلي إلى الشمال الغربي من تازربو، ثم أنهم نزحوا جنوباً ليتحصنوا بمرتفعات تبستي بعد أن أقام الرومان خط (التخوم الطرابلسية) في عهد سبتيموس سفيروس.
جاء في التقديم:
“إن هذا الكتاب يساهم في إعادة ترتيب فصول وأولويات التاريخ الثقافي للصحراء الكبرى، من خلال التعريف بالتبو ودراسة لغتهم واستقصاء تاريخهم المجهول وعرض بعض الأنماط الفولكلوريّة التي تختزل كيانهم الاجتماعي، كما يهدف إلى تجريد هذه الموضوعات من طابع الحداثة الذي يغلب عليها في الآراء والانطباعات السائدة الآن، وذلك بإعادة اقتراح إحداثياتها التأسيسيّة وموضَعتها من جديد ضمن سياقاتها التاريخية وتراتيبها الكرونولوجية، وهو الأمر الذي تنطبق ضرورته على تاريخ الأقوام المجاورة أيضاً”.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول على النحو التالي:
الفصل الأول يعرّف بالتبو في محيطهم الجغرافي والديموغرافي والإثني، ويقرأ أصولهم ممّا توفّر من إشارات نادرة تركها المؤرخون القدامى.
الفصل الثاني: يتناول التكوين الاجتماعي والتقسيم الطبقي والأعرافهم والتقاليد والطقوس والممارسات الاجتماعية والفنون الفولكلوريّة والمهارات في استخدام عناصر البيئة الصحراوية لصنع الأدوات والمستعملات اليومية.
الفصل الثالث: يتناول لغة التبو وإشكاليتي تدوينها وتصنيفها، وبحث فرضيات نشأتها الأولى، مذيلاً بمسرد لغوي مقارن، وبعض تعابيرهم الشفوية.
كما يجد القارئ في نهاية هذا الكتاب ملحقاً بمختارات ممّا كتبه الرحّالة الذين مرّوا بالتبو ودوّنوا عنهم ما شاهدوه عياناً أو لاحظوه استنتاجاً، وذلك من خلال نماذج تختزل مثيلاتها من كتابات القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.