وصال اليمني
دون أن تسمح لنا الأيام بمواصلة الركض بين أزقة الشوارع العتيقة، دون أن نشاهد روميو وهو يودّع الفريدو، ودعنا تِلك الصداقة وذَلك المشهد والتِلفاز أيضًا، كبرنَا يا الله كبرنَا كثيرًا كثيراً؛ اشتدت تِلك الحروب اللعينة، أطفأت فِي طريقُها طفولتنا وأحلامنا المُتسعة وبقايا ذواتنَا،
أنا هُنا أكتب بحسرتي أتمنى أن أخرج من حصاري! حِصار الأيام المميتة التي لم تُفارق خيالي قطّ.
كبرنَا فجأة وتغيرت ملامحنا، صفعنا الوعيّ الإجباري بل أخرس الوعيّ مُبكرًا روحُ الطفُولة بداخلنَا التي لم تنطق بروح الكُبر حين تُلامس ملامحي، كبرنَا ونحنُ نلوّح بأيدينا المبتُورة وأفواهنا مسلُوبة الابتسامة!
كبرنَا ولم نجد إجابة التي تشفي جِراحنا المنكوبة بالتساؤلات، روح الطفولة المدفُونة بداخلنا أين ذهبت؟!
كبرنا فجأة وأصبح صوت طفولتنا يُكبلنا كُلما أمضينا قُدمًا نحو المجهُول من الحياة، أصبح ذَلك الصوت الوحيد، صوت ضحكاتنا العامَرة المُمتلئة بِالذكريات لا يزال عالقًا فِينا إلىّ يومِنا هذا