أوطان محمد
أنفاسه الدافئة في شهر ديسمبر تغريها بالاسترخاء.. يحكم قبضة عدّته على ضرسها فتقرصه في ساعده.. يرد أن تمهلي ستغادر الممرضات قريبا.. الخوف اللعين يعتصر قلبها.. “هذه نهاية تهوري مالي ومال ساعده وإن اقتلع ضرسي عليا أن أكتم ردة فعلي كي لا يساء فهمها” ممتاز مونولوج جيد دعينا نصدق أنك ضحية خالصة.. لا ناقة لها ولا إصبع فيما جرى.
غادر الجميع.. في الغرفة وحدهما يتوسطها سرير.. يهم لتقبيلها فتدفعه بكسل.. تغمض عينيها وتحس الدفء يتسلل إلى جسدها يدان ضخمتان تمسكان بمؤخرتها تفتح عينيها لترى البهاق المنتشر حول عينيه وشفاهه تنحني وبها رغبة جامحة.. يزحف بكرسييه نحوها تنصهر الكتلتان الحيويتان.. يعلو صدرها ويهبط تتصلب نتوآت جسده.
-أرني أسنانك
=سلاطه
-باب النجار مخلع هههه.. سأغادر
= عديني.. ستأتين ثانية
– ربما
انتشلت جسدها بسرعة.. تركض نحو الباب تتحسس ملابسها.. ونظرات مريبة تحاصرها في الممر.. تواصل الركض يباغتها ضوء السماء.. تتكئ على خد الباب.. تنهيدة الخلاص.. فإذا به يدفعها من الخلف وفي يده كرتونة قفازات طبية.. تنظر بقلق.. يلتفت خلفه قبل أن يبتلعه ممر طويل.