” درنة لؤلؤة البحر المتوسط”
كلما ضربت كارثة في ليبيا نتجت عنها أزمة حقيقية لتعبر عن مأساة شعب بكاملة وضربت العاصفة مناطق في شرق البلاد فعكست لنا حجم كارثة ليبيا الحقيقية بالرغم من المساعدات التي تتدفق من الخارج والداخل لمساعدة الشرق الليبي.
الكارثة التي حلت على مدينة درنة لم تكن ظاهرة طبيعية فقط تخلف لنا جثث وركام من المباني المتهدمة ونازحين على طول وعرض مدينة درنة، بل كانت كارثة بمعنى حقيقي ترسم لنا أبشع ما تعرف عليه الشعب الليبي من سنين عجاف مرة على ليبيا برمتها وعددا في الوفيات وخسران في نصف مدينة درنة الليبية ، بل درنة كانت كارثة في خسران ليبيا بأكملها.
لم تكن الحكومات الليبية متوقعة هذه الكارثة التي سوف تحلت على المنطقة الشرقية ولم تكن مستعدة بتدابير واضحة بعد الكارثة من عمل على إجبار الضرر على أهالي مدينة درنة، بل كانوا منهمكين في الخصام والانقسام والنزاع والمشاجرة بينهم.
هبت الكثير من الدول العربية والإسلامية لمساعدة، ولكن الذي أصابنا هو غضب من الله، والله لا يرضى على المفسدين في الأرض الذين تركوا لنا سدودا وجسورا متهالكة وأودية جارفة التي أهلكت درنة ومدن أخرى في شرق البلاد منها القبة وسوسة والبيضاء والمرج وحتى وصلت الى توكزه بالقرب من مدينة بنغازي، والقادم ربما أعظم مما حدث الى مدينة درنة ولنا في درنة العبرة لما يعتبر.
التعقل في مصلحة البلاد ووضع الاستراتجيات الصحيحة في ايعادة بناء مدينة درنة ومدن ليبية أخرى، يرضى الله عز وجل، فلا تنصب لنا الكوارث الطبيعية لنستخلص منا العبر والتعقل هو مشكاة مبصرة تعمل على تجنب المزيد من الأزمات والكوارث، فلا تقتلنا الكوارث والأعاصير والزلازل والأزمات ولكن يقتلنا سؤ التخطيط والتنظيم والإدارة والعقول الجوفاء التي لا تفكر في مصلحة البلاد والعباد.
تنصب الظاهرة الشديدة في الفساد واختلاس الأموال العامة وسخرا على الشعب الليبي في عمل كل مفترضا أن يكون مثمرة يرجع الخير علينا وعلى الأجيال القادمة، كارثة ليس لها عقاب إلا آن يحدث الله تغير، فتنصب لنا الظاهرة الطبيعة ليكون ذلك شراعا في تغيير السلوك البشرية.
على قدر الكارثة التي حلت بمدينة درنة تفتح التحقيقات على كافة ربوع ليبيا من إهمال وأخطاء وفسادا مستشريا في البلاد ، من بعد ذلك يحكم الشعب الليبي قبضته القوية على الكوارث والأزمات التي تحل على بلادنا ليبيا من شرقها الى غريها الى جنوبها. كانت كارثة درنة ليس استثنائيا بل كانت كارثة دعوة الى قوة الدمار الذي أصاب ليبيا كلها فمن عطل العقل عطل معه جميع أنواع التقدم والازدهار وكان لنا في التخلف والأزمات والنكبات حظا كبيرا وكان التخلف نصبا عظيما من عدم بناء مستقبل دولة ليبيا الجديدة.